شكوكٌ عديدة تطرح حول الدوافع الحقيقية للقرارات السياسية الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي كان لصفقاته التجارية التأثير الأبرز عليه خلال الأونة الأخيرة.
تقرير عباس الزين
دونالد ترامب، الرئيس الأميركي الأول خلال 40 عاماً، الذي يبقي على مصالحه التجارية الشخصية بعد دخول البيت الأبيض.
قراره الفريد بالتمسك بإمبراطوريته التجارية العالمية، تثير مخاوف جديدة في الأوساط السياسية الأميركية، بشأن التداخل بين دوره العام كرئيس وأرباحه المالية التجارية.
الأزمة الخليجية الأخيرة كشفت الارتباط بين القرارات السياسية لترامب وصفقاته التجارية.
ترامب قام بأعمال تجارية مع أفراد الأسرة المالكة السعودية لمدة 20 عاماً منذ العام 1995، حين باع فندق بلازا إلى شراكة شكلها أميرٌ سعودي، الى جانب حصوله على ملايين الدولارات من الإمارات المتحدة لوضع اسمه على ملعب للجولف في العام 2013، ومن المتوقع أن يفتتح ملعب ترامب الثاني للجولف في 2018.
اسم ترامب ارتبط مع حسين سجواني، المطور العقاري الإماراتي الذي يشار إليه أحيانًا باسم "دونالد دبي". وتعتمد جميع شركات التطوير العقاري الكبرى في الإمارات اعتمادًا كبيرًا على حكام البلاد، الذين قد يأذنوا بمشاريعها أو يحجبوها إذا أرادوا، وكان سجواني قد عرض دفع مبلغ 2 مليار دولار إضافية لترامب بعد انتخابه رئيسًا، لتطوير المزيد من المخصصات.
مع اندلاع الأزمة الخليجية بين الحلفاء الثلاثة لواشنطن، ألقى ترامب بثقله وراء البلدين اللذين يتمتع معهما بعلاقاتٍ تجارية، على عكس قطر التي لم يدخلها تاجرًا من قبل.
المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الأميركية، اعتبر أن دولاً أخرى في الشرق الأوسط ترى ما يحدث وربما تفكر، بأنه يجب البدء في فتح ملاعب الغولف خاصتنا أو يجب أن نشتري غرفًا في فندق "ترامب إنترناشونال".
كلايتون سويشر وهو صحافي يعمل في شبكة "الجزيرة" القطرية، تسآل مؤخرًا عن إمكانية تصوّر بعض رجال الأعمال القطريين الذي رفضوا العمل مع ترامب منذ خمسة عشر عامًا، أنّهم كانوا بذلك يعرضون أمن بلادهم للخطر؟.
أعمال ترامب الوحيدة في الدوحة، اقتصرت على استئجار مساحات المكاتب في برج ترامب في مانهاتن، لصالح الخطوط الجوية الوطنية، وقد خرجت الشركة قبل أن يأتي ترامب رئيساً.
ترامب في أحد التجمعات في العام 2015 قال إن السعوديين يشترون الشقق منه وينفقون 50 مليون دولار، متسائلاً: فهل من المفترض أن أكرههم؟ في وقتٍ قدمت شركته أوراق عملٍ لإنشاء ثماني شركات غير نشطة في السعودية.
في أيار الماضي، وافقت السعودية على استثمار 20 مليار دولار في صندوق الاستثمار في البنية التحتية الأمريكية، حيث ذهب الاستثمار بقيمته إلى صندوق أنشأته شركة إدارة الأموال بلاكستون، التي يعد مؤسسها مقرباً من ترامب.