نبأ نت – بعد أعوام من التوتر، تتجه العلاقات بين العراق والسعودية نحو التحسن والاستقرار في ظل العديد من المتغيرات التي تشهدها المنطقة وخصوصًا الوضع في الخليج وحاجة الرياض الى مد الجسور مع بغداد.
وترجمت السعودية رغبتها في تطوير العلاقة مع العراق من خلال العديد من الخطوات، كان أبرزها الاتصال الذي أجراه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاسبوع الماضي، حيث هنأه بالانتصار الذي حققته القوات العراقية على تنظيم “داعش” الارهابي وتمكنها من تحرير مدينة الموصل بالكامل. وتبع هذا الاتصال، الدعوة الرسمية التي تلقاها وزير الداخلية العراقي قاسم محمد الأعرجي لزيارة الرياض، وهو بدأها الاثنين 17 يوليو/تموز 2017 على رأس وفد رفيع المستوى، حيث التقى نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف. وتوجها مساء أمس الثلاثاء بالاجتماع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث جرى خلال الاجتماع بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى الجهود المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وفق ما ذكرت وكالة الانباء السعودية “واس”. وأكد وزير الداخلية العراقي دعمه لأن تكون للعراق علاقات “طيبة وإيجابية ومتوازنة” مع جميع الدول.
وعن خلفيات الزيارة، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، ظافر العاني،، إن زيارة الاعرجي إلى الرياض تهدف الى الاتفاق على عملية تنفيذ تبادل الاسرى وتأمين وضبط الحدود بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زار السعودية، في يونيو/حزيران 2016، حيث أكد الجانبان في بيان مشترك على “أهمية التبادل المنتظم للزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين”، واتفقا على تأسيس مجلس تنسيقي بينهما لتطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.
ويرى مراقبون أن الرياض باتت بحاجة لطي صفحة التوتر مع بغداد لأسباب عدة، من بينها الابتعاد عن تهمة دعمها للمجموعات الارهابية في العراق وخصوصا بعد الانتصار التاريخي الذي حققه الجيش العراقي على “داعش”، وحاجة النظام السعودي – من جهة ثانية – لضبط الحدود مع العراق خشية تسرب أعداد من فلول التنظيم الى داخل الاراضي السعودية .
ثانيا: سعي النظام السعودي الى محاولة الخروج من المآزق السياسية والعسكرية التي يتخبط بها جراء سياساته التصعيدية في المنطقة والتي كانت آخر تجلياتها في الازمة المتفجرة مع قطر، وكان ملفتًا في هذا السياق حملة وسائل الاعلام القريبة من قطر على زيارة الاعرجي الى الرياض حيث أخذت على الاخيرة إستقبالها من وصفته بـ “تلميذ سليماني ” في إشارة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني.