حسمت قوات المقاومة والجيش اللبناني معركة الجرود واسترجعت أكثر من 90 في المئة من الأراضي التي احتلتها “جبهة النصرة” في عرسال منذ عام 2014، وفيما تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، سلَّم الإرهابيون ومَن خلفهم بالهزيمة.
تقرير رامي الخليل
كما كان متوقعاً، جاءت آخر طلقات معركة جرود عرسال بتوقيع المقاومة اللبنانية، “جبهة النصرة” التي احتلت مساحة واسعة من الأراضي على الحدود بين لبنان وسوريا، رفعت راياتها البيضاء بعد مرور 6 أيام من بدء هجوم “حزب الله” على مواقعها في الجرود، وأمام كم الخسائر الهائلة التي مني بها الإرهابيون، أذعنت “جبهة النصرة” لشروط “حزب الله”.
عملية التفاوض حول اتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ ساعات الصباح الأولى، قادها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، وشاركت فيها جهات إقليمية ومحلية. وبحسب ابراهيم، قضى الاتفاق بتسلم “حزب الله” لـ5 من عناصره الأسرى لدى “جبهة النصرة” بالإضافة إلى عدد من جثامين شهدائه، وفي المقابل، يتم ترحيل مسلحي “النصرة” ومن يرغب من عوائلهم إلى إدلب في سوريا بشكل منظم وبإشراف الدولة اللبنانية، على أن يتولى الصليب الأحمر اللبناني الأمور اللوجستية. ولإن لم يلحظ الاتفاق أي مهلة زمنية للتنفيذ، أكد إبراهيم أنه سينتهي في غضون أيام.
وذكرت مصادر إعلامية أن عملية التبادل ستتم على مرحلتين، يُطلق في الأولى سراح ثلاثة أسرى لـ”حزب الله”، وذلك بالتزامن مع نقل مسلحي “النصرة” أو قبله بقليل، على أن يُصار في المرحلة الثانية إلى إطلاق سراح الأسيرين المتبقيين لـ”حزب الله”.
وأوضحت المصادر أن نقل أسرى الحزب سيتم نحو الحدود التركية لينتقلوا بعدها إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي، في حين سينطلق مسلحو “النصرة” وعائلاتهم بالحافلات عبر الأراضي السورية، بمن فيهم زعيمهم أبو مالك التلي. وفي هذا، أكدت قيادة عمليات المقاومة أن تحديد موقع التلي دفع بـ”النصرة” إلى تسريع عملية اتمام الاتفاق.
بدد الانتصار الذي حققته المقاومة في الميدان أو عبر التفاوض آمال دولٍ إقليمية سعت لاستغلال الارهابيين وتوظيفهم خدمة لأجنداتها التخريبية خارج حدودها، ولعل المعارك التي اندلعت سابقًا بين “جبهة النصرة” و”داعش” في جرود عرسال وفليطة كما في أكثر من مكان في سوريا، حملت أولى دلالات انكسار مشروع تلك الدول في المنطقة.