أظهرت مقاطعة السعودية وحلفائها لقطر كذلك العداوة لإيران، أظهرت السعودية كنمر من ورق في حين أشارت تقارير إعلامية الى أن الرياض وأبوظبي هما أكبر الخاسرين من تلك السياسة.
تقرير إبراهيم العربي
مئة دولة ممثلة، في حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني لولاية ثانية هذا الأسبوع، مشهد يشكل رسالة واضحة للعالم خصوصا للسعودية التي تنظر الى إيران كعدو لدود.
العداوة السعودية لإيران والتي كانت عنوانا لمقاطعة السعودية وحلفائها لقطر، عبر مطالبتها بقطع العلاقات مع طهران، يبدو أنها لا تلقى تجاوبا من باقي الدول، حيث تعمل عواصمها على تقوية علاقتها بطهران أكثر فأكثر، في حين تجد الرياض نفسها ومن ورائها حلفائها في عزلة أكبر.
على الرغم من دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب للموقف السعودي تُجاه قطر، غير أنه ليس الوحيد الذي يقرر سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة، فوزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين جيمس ماتيس وريكس تيلرسون، اللذين شعرا بالذعر من تصريحات ترامب المناوئة لقطر باعتبارها داعم للإرهاب، رفضا بشكل لافت هذه التصريحات، وثمنا قطر بصفتها دولة حليفة، وعبرا عن دعمهما لموقفها.
المسؤولون في واشنطن أشاروا إلى الدعم الطويل الذي قدمته السعودية للإرهاب، حيث أكد السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بوب كوركر، المعروف بمواقفه المتشددة من إيران، بنوع من الوضوح أن حجم الدعم الذي قدمته السعودية للإرهاب يتقزم مع حجم الدعم الذي تقدمه قطر.
السعودية وحلفاؤها ركزوا في تبرير مقاطعتهم لقطر على اتهامها بدعم الإرهاب، متناسين التقارير التي تشير الى تورطهم بذلك، وبدلا من التركيز على قطر، حولت الأزمة انتباه الرأي العام الى الرياض وأبو ظبي، اللتين لم تبديا أي اهتمام كاف بخفض التمويل الإرهابي. على سبيل المثال، بتاريخ 30 ديسمبر 2009، نشرت ويكيليكس تقريراً اشارت فيه الى أن المانحين السعودية أهم مصدر لتمويل للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم وتظل المملكة قاعدة دعم مالي حرجة لتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية.
أظهرت الأزمة الخليجية وما رافقها من تقارب قطري إيراني تركي فضلاً عن أعداد الدول الكبيرة المشاركة في حفل تنصيب الرئيس روحاني مدى انحصار النفوذ السعودي واقتصار داعميها على شخص الرئيس ترامب وبعض من يستفيد منها عبر صفقات الأسلحة.. وبالتالي فشل خيارات الرياض السياسية في مقابل تنامي نفوذ الدول المناوئة لها.