يتواصل التهرّب السعودي من مواجهة حقيقة الإنهزام على الحدود الجنوبية للمملكة. وبالاستفادة من أسلوب الاستئجار والقتال بالوكالة داخل اليمن، تكرّر الرياض التجربة نفسها عند حدودها الجنوبية، وهذه المرة تتعاقد مع مرتزقة يمنيين.
تقرير إبراهيم الأبيض
على غرار معارك السعودية التي أدارتها، ولا تزال مُختبئة خلف آلاف المجندين العرب والمرتزقة العالميين داخل اليمن، تسعى الرياض جاهدة إلى تعميم هذا النوع من المعارك، بعد يأسها من قدرة جنودها (حرس الحدود والحرس الوطني) على تحقيق انتصار يوازي، أو يرجح، كفة انتصارات الجيش اليمني واللجان الشعبية المُنجزة بصورة يومية في عمق الأراضي السعودية، وذلك باستبدال جنود سعوديين بآخرين مستأجرين استقدموا بالآلاف من مختلف المحافظات اليمنية، عن طريق "حزب الإصلاح" (الإخوان المسلمون) وقيادات قبلية وعسكرية يمنية موالية للرياض.
الآلاف من اليمنيين اليائسين يجري تجنيدهم أيضاً من قبل السعودية للدفاع عن حدودها، بينما تبقى القوات السعودية بعيدا عن القتال، فالجندي السعودي يجب أن يعيش بينما على المقاتل اليمني أن يموت بنظر آل سعود.
مصادر مطلعة أشارت الى ان معظم المقاتلين يشكون عجزهم عن العودة إلى بلادهم، بسبب تهديدات الجيش السعودي، فمن يتذمر أو يحاول العودة فعقابه المحتوم الموت أو في الحد الأدنى إطلاق النار على أقدامه كي لا يستطيع الهرب.
على الرغم من إستغلال النظام السعودي للحالة الإجتماعية الفقيرة لمعظم اليمنيين المقاتلين إلى جانبه، إلا أن معظم هؤلاء المقاتلين يفضلون العودة إلى بلادهم، وهم يعربون عن خيبتهم من الجنود السعوديين الذين يختبئون في تحصيناتهم، بينما يتم الدفع باليمنيين للموت بدلاً عن القوات السعودية.
إن توجّه الرياض نحو تجنيد المزيد من مرتزقة يمنيين، يعكس خيبتها الكبيرة إزاء أداء جيشها وما خلَّفه من اهتراء سمعتها لدى كثير من الشعوب في المنطقة، لقد كشف النظام السعودي مزيداً من سيئاته بدخوله حرب اليمن، وما لم يكن معروفاً عن السعودية بات اليوم واقعاً مُعاشاً، يتعامل معه اليمنيون يومياً، خصوصا في ما يتعلق بالأداء العسكري الهزيل لجيشها.