تبدي طهران استعدادها الدائم للحوار وحل الخلافات مع الرياض، في وقت تمارس السعودية لعبة الصمت بعد الإعلان عن طلبها من بغداد الوساطة لحل الخلافات.
تقرير حسن عواد
حددت إيران نقاط الخلاف مع السعودية، مبدية رغبتها في حل الخلافات، وأوضح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مشكلةَ إيران مع السعودية لا علاقةَ لها بالعلاقات الثنائية وإنما بتدخّلاتِ الرياض في الدول الأخرى، كعدوانِها على اليمنِ ودعمِها المجموعاتِ الإرهابية في سوريا والعراق، مضيفاً “نحن نريد إقامة علاقات صداقة مع دول المنطقة وجيراننا، إلا أن البعض، للأسف، يعمل في المنطقة بعيدا عن الأخلاق”، مشدداً على أن “المشكلات بين إيران السعودية يجب أن تحل عبر الحوار وسفر الحجاج الإيرانيين هذا العام علامة جيدة لكيفية حل المشاكل بيننا”.
وجاء كلام روحاني بعد كشف وزير الخارجية محمد جواد ظريف عن زيارات متبادلة بين الرياض وطهران بعد انتهاء موسم الحج، لافتاً الانتباه إلى أنه تم استخراج تأشيرات دخول لزيارة وفد سعودي دبلوماسي إلى طهران، وتم في المقابل استخراج تأشيرات لوفد إيراني لزيارة مقر السفارة في الرياض.
وعلى الرغم من نفي مصادر طلب المملكة التقارب مع الجمهورية الإسلامية، أكدت صحيفة “الحياة” السعودية بأن تبادل الزيارات الدبلوماسية جاء بطلب سعودي.
وسبق أن أبدت طهران انفتاحها على الوساطة العراقية مع السعودية على الرغم من محاولة الرياض التملص من طلبها من بغداد. لكن بعد حديث روحاني والذي سبقه حديث ظريف لوكالة “إيسنا”، أصبحت كرة حل الخلافات في ملعب الرياض.
ثمة مؤشرات على تحسن العلاقات بين البلدين مهدت لما سبق، من بينها لقاء ظريف مع نظيره السعودي عادل الجبير في تركيا، على هامش اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، في ضوء حلحلة بعض الملفات في المنطقة من اليمن إلى سوريا والعراق ولبنان.
الرياض اليوم أمام رد إيجابي من إيران ينتظر رداً مماثلاً. لكن بحسب مراقبين، ثمة سيناريو واحد إذا ما استمر صمت الرياض، له علاقة بالمشهد السياسي في العراق قبل انتخابات عام 2018، في حين أشار آخرون إلى أنّ الرياض تسعى عبر الوساطة إلى تحقيق مكسب سياسي لرئيس الوزراء حيدر العبادي من خلال تسجيل نقطة تفوق في السياسة الخارجية، وهو ما يفسر غياب وسطاء يمكن أن تستمع لهم طهران مثل سلطنة عُمان أو الكويت أو روسيا.
يكمن الجواب ربما في رغبة الرياض في ألا تمنح أياً من هؤلاء اللاعبين نقطة تفوق سياسية، في وقت تنتقد فيها السعودية، ومعها الامارات والبحرين ومصر، علاقة قطر بإيران وتطالب بقطع تلك العلاقات.