مسقط/ نبأ- كشفت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، الأربعاء، أن سلطنة عمان تعد من أكثر المستفيدين في الأزمة الخليجية الراهنة، بسبب موقعها الاستراتيجي والتزامها سياسة الحياد ما ساعدها في تحقيقها مكاسب هادئة من الأزمة الحالية.
وأكد التقرير أن ميناء صحار العماني شهد تزايد في عمليات الشحن والتفريغ، مقارنة بنفس الفترة في الأعوام الماضية، منوهًا إلى أن سفير قطر لدى مسقط، علي بن فهد فالح الهاجري، عبر عن سعادته باستغناء بلاده عن ميناء "جبل على" في دبي، حيث اعتبر الدبلوماسي القطري ميناء صحار البوابة الجديدة لبلاده.
وكان قد استقبل نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، أسعد بن طارق آل سعيد، سفير دولة قطر علي بن فهد فالح الهاجري في مكتبه بالعاصمة مسقط، اليوم الأربعاء، لاستعراض العلاقات الثنائية بين دولة قطر وسلطنة عمان، وسٌبل تعزيزها.
وبحسب التقرير، لعبت سلطنة عمان دور الوسيط في العديد من النزاعات بالمنطقة، ولكن في وقت مبكر من الأزمة الحالية، أظهرت السلطنة تعاطفًا ملحوظًا مع الدوحة، وذلك عندما أغلقت المملكة العربية السعودية وتحالفها مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، سارعت الطائرات العمانية، التي استأجرتها السلطات القطرية، بنقل الركاب الذين تقطعت بهم السبل من جدة إلى الدوحة، ومنذ ذلك الحين، تعززت العلاقات بين البلدين، الأمر الذي دفع نحو 150 مستثمر قطري للمشاركة في فاعليات حدث، أقيم مؤخرا في مسقط، لتعزيز الاستثمار في مسقط.
ونقلت المجلة البريطانية عن مسئول عماني قوله: "نحن نستفيد من الأزمة، لكننا لا نراها مفيدة لاستقرار دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل"، حيث يرى المسئول العماني أن ما تشهده الساحة الخليجية يمثل رسالة تحذيرية إلى بلاده، لاسيما وأن سلطنة عمان تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، علاوة على أن سياسات السلطان قابوس ينظر إليها الكثيرين على أنها حجر عثرة أمام هيمنة المملكة على دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح التقرير أن سلطنة عمان تمكنت بهدوء من الحد على اعتماد اقتصادها على جيرانها العرب، وبالاضافة إلى تعزيز علاقاتها مع قطر، أقامت مسقط روابط تجارية قوية مع طهران، مشيرًا إلى عمان استطاعت الحفاظ على توازن بين المصالح المتضاربة لجيرانها، وبين مصلحتها الوطنية.
ومنذ بداية أزمة قطع عدة دول عربية علاقتها مع قطر، أعلنت الشركة القطرية لإدارة الموانئ "موانئ قطر"، تدشين خطيين ملاحيين جديدين بين "ميناء حمد" في قطر ومينائي "صحار" و"صلالة" في سلطنة عمان.
ويُذكر أنه بعدما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في مطلع يونيو الماضي، إثر اتهامها بـ"دعم الإرهاب وتمويله،" وهو ما تنفيه الدوحة بشدة، أغلقت الرياض وأبوظبي كافة المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة القادمة من والمغادرة إلى قطر ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة.