أخبار عاجلة

أيام العيد كأيام الحرب عند اليمنيين.. وصواريخ السعودية لم تترك فسحةً للفرح 

أعلنت السعودية العيد. هي نفسها التي أعلنت الحرب على اليمن ورتبت تحالفا عسكريا لتدميره، وأطلقت طائراتها للاعتداء على أهله، فكيف تبدو أيام عيد الأضحى بالنسبة لليمنيين في ظل العدوان السعودي؟ وكيف يحتفلون بالعيد؟

تقرير هبة العبدالله

مر أكثر من عامين ونصف على الحرب السعودية في اليمن ولمَّا ينته حساب أيامها بعد. حرب قتل فيها اليمنيون ولا يزالون ودمرت فيها منازلهم ولا تزال .. وهذا شأن أفراحهم وأعيادهم. وربما أن اليمن الضحية الذي مزقته الحرب وشردت أبناءه، ربما أنه ما عاد يمناً سعيداً وأن مرور العيد في زحمة الأحزان ما عاد ذي فرح يذكر.

يزور اليمنيين العيد لكنهم لا يزورونه، وبينهم من قبض راتبه الأخير قبل أكثر من عام ولم يشتر حلويات العيد أو الملابس لأبنائه للمرة الرابعة على التوالي، وهو لن يشتري الأضاحي ولن يقدم لأقربائه عسب العيد، فيتخلى مجبرا عن عاداته التي اكتسبها من أهله منذ عشرات السنين، لكنها الحرب وهو ضحيتها.

لا تختلف أيام العيد هنا عن أيام الحرب. بالنسبة لكثيرين في اليمن فإن فرحة العيد سرقها العدوان الذي تركهم عاجزين عن تأمين ما يأكلونه أو يلبسونه في الأيام العادية، وأن عيونهم المملوءة بالحزن وأيامهم المملوءه بالأسى لن يجلب لها العيد شيئا من الفرح والضحك، فيصير الأنس بعيد الأضحى مكملا طارئا على أساسيات يعجزون عن تأمينها بالدرجة الأولى.

هكذا لا يعود العيد مترفا لليمنيين، فلا الأطفال يلهون في الشوارع ولا عادت الشوارع المغبرة بالدمار شبيهة بمكان مناسب للهو. كما أن الأسواق لن تكتظ باليمنييين المتوقفة أعمالهم منذ أكثر من عامين والذين يلاحقهم الخوف إلى قلب منازلهم من غارات طائرات العدوان السعودي واعتداءاته، ما يعني أن الاحتفال بالأضحى المبارك ليس واردا في حساباتهم المسجل فيها آنيا هدف واحد هو البقاء على قيد الحياة.

لم ينجح العدوان الذي بدأ منتصف مارس العام 2015 وحتى الآن وعلى بشاعة جرائمه وفظاعة انتهاكاته في تحقيق أهدافه السياسية والاستراتيجية، إلا أنه ألحق باليمن وشعبه خسائر إنسانية كبرى. في آخر قائمة ضحاياه بثينة الريمي، الطفلة التي تركتها مجزرة فج عطان وحيدة مع جراحاتها وآلامها. والعيد في اليمن كعيد بثينة ليس حلوا ولا هو مناسب للاحتفال.

دخيل هو الفرح في عيد الأضحى كما يحل اليوم على يوميات اليمنيين. فلا فسحة للفرح أمام مآسي الحرب وأحزانها التي استولت على ذاكرتهم وحولتها ذاكرة للحرب، ولم تترك لهم فيها ما يحفظونه عن الإحتفال بالعيد