بين إيران والسعودية توتّر ولد من رحم مؤشرات كانت تشي بالتقارب، إلا أنّ تعنّت الرياض استدعى ردّاً إيرانياً بالمثل.
تقرير بتول عبدون
ردّت طهران بلغة الخصم على تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التي اعتبر فيها أن حديث نظيره الإيراني محمد جواد ظريف عن تقارب بين البلدين “مثيرة للسخرية”.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن الأخير، مصاب بـ”الانبهار بالنفس”، مشيراً إلى أنّه “يعاني من النرجسية المتكررة، وقد يردد اسم إيران دون وعي منه”.
وعلى الرغم من المفعول العسكي الذي أعطته المؤشرات التي أوحت بمرحلة أفضل بين البلدين، أكدت الخارجية الإيرانية على لسان قاسمي أن وفدين من السعودية سيقومان قريباً بزيارة إلى إيران لتفقد الاضرار التي طالت المقرات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد عقب اقتحامها من قبل محتجين إيرانيين، بعد إعدام الشيخ نمر باقر النمر مطلع عام 2017، مرجحة أن الزيارة ستكون بعد انتهاء مناسك الحج.
وأشار قاسمي إلى أنّ وفداً إيرانياً من المزمع أيضاً أن يزور الرياض. وعلٌّق قاسمي على ما وصفها بـ”الأخبار المتناقضة عن منع القنوات السعودية من الهجوم على إيران”، قائلاً إن “ما يطرح في وسائل الاعلام يبقى إعلامياً، وفي عالم السياسة يتم سماع الكثير من الأخبار المتناقضة، ولا يجب أخذها على محمل الجد”، وما أكد كلام المسؤول الإيراني اتهام صحيفة “عكاظ” السعودية يوم الثلاثاء 12 سبتمبر / أيلول 2017 إيران بالعمليات الإرهابية التي أعلنت الرياض احباطها على أنها كانت تستهدف مقرين لوزارة الدفاع.
ليس في التصريحات ما يعزز الآمال في أن تكون الزيارات المتبادلة بداية لحل الخلافات بين البلدين، عبر قنوات اتصال مباشرة. فكلام الجبير توّج مساراً سعودياً لم يتأثر إيجاباً مع المؤشرات الإيجابية، على الرّغم من أن الرياض هي من أثارت الحديث عن العلاقات بين البلدين، من خلال طلب الوساطة من بغداد، أثناء زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي للرياض.
وعلى الرغم من أن طلب الوساطة شابه إنكار سعودي أو محاولة تملص لاحقاً، إلاّ أنّ الجانب الإيراني رحب بعلاقات حسنة مع دول الجوار بما فيه السعودية، قبل أن يعود ظريف ليوضح أن لا أفق واضحاً لتحسن العلاقة بين البلدين بناءً على تصريحات الجبير، مضيفاً أنه لو غيرت السعودية طريقة تفكيرها بشكل إيجابي فلا شك أن ردة الفعل الإيرانية ستكون أيضاً إيجابية.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد خفّف من نقاط الخلاف مع الرياض في ظل حديث عن تقارب عكسه موسم الحج هذا العام، قائلاً إن مشكلة الجمهورية الإسلامية ليست مع السعودية، بل مع سياساتها التدخلية في بعض الدول كاليمن، واضعاً كرة تحسين العلاقات في ملعب الرياض.