الولايات المتحدة / نبأ – رأى الكاتب في مجلة “فوربس” الأميركية دوغ باندو أن الولايات المتحدة “مُطالبة بوضع حد للأزمة الخليجية في أقرب وقت”، معتبراً أن الإمارات والسعودية “هما الخاسرتان من الناحية السياسية، لأنهما ركزتا عن غير قصد اهتمامهما على سجلاتهما الضعيفة في مجال حقوق الإنسان”.
وأوضح الكاتب، في مقال نشره بالعربية موقع “الجزيرة” الإلكتروني، يوم الأربعاء 13 سبتمبر / أيلول 2017، أن الولايات المتحدة “وبما أنها نصبت نفسها ضامنة لأمن الخليج لا يمكنها أن تتجاهل المعركة الجارية، لا سيما مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “المتهور بشكل غير عادي الذي يتصرف مثل ثور في متجر للخزف الصيني”.
وقال باندو إن الخليج “الذي تهيمن عليه السعودية والإمارات لن يكون أقل خطورة من ذلك الذي تهيمن عليه طهران”. وبناء على ذلك، دعا باندو الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى “ممارسة القيادة الإيجابية في شؤون الشرق الأوسط ومواجهة الدور السلبي الكبير للرياض”، وقال إن “المسؤولين الأميركيين مطالبون بأن يشيروا إلى أنهم يتوقعون من السعوديين والإماراتيين أن ينظفوا الفوضى التي خلقوها في أسرع وقت”.
وأوضح الكاتب أن السعودية “ترغب في قيادة الخليج والإمارات ترغب في التحكم بالرياض والدولتان تستهدفان قطر لأنها لا تتبنى وجهة نظرهما”، واعتبر أن “الحصار المفروض على قطر أتي بنتائج عكسية وعزز موقع الدوحة”.
ولفت الكاتب الانتباه إلى أن “الاتهامات الموجهة إلى قطر بدعم الإرهاب تطال مطلقيها أيضاً، فقد كان 15 من بين 19 منفذا لهجمات 11 سبتمبر 2001 من السعودية واثنين من الإمارات، كما أن الدولتين اكتسبتا سمعة مشكوكا فيها في واشنطن كمصادر لتمويل تنظيم “القاعدة” والجماعات الأخرى التي تستهدف الولايات المتحدة”.
وذكّر الكاتب بوثيقة للخارجية الأميركية يعود تاريخ نشرها إلى عام 2009 أكدت أن “الجهات المانحة في المملكة العربية السعودية تشكل أهم مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية السنية في جميع أنحاء العالم”.
وأشارت الوثيقة إلى أن المواطنين الإماراتيين “قدموا دعماً مالياً لمجموعة متنوعة من الجماعات الإرهابية”، كما أن ممولي التنظيمات الإرهابية “استغلوا ضعف الرقابة في الإمارات التي تعد مركزا ماليا هاما من أجل نقل أموال للمنظمات الإرهابية وشبكات دعمها”.
وقال الكاتب إن الإمارات والسعودية “عندما تتحدثان عن دعم الدوحة للإرهاب فهما تعنيان تحديدا جماعة الإخوان المسلمين التي تعد أكبر تنظيم للإسلام السياسي وأعضاؤها مندمجون في مجتمعاتهم إضافة إلى حركة طالبان وحماس، برغم أن ذلك كان بموافقة أميركية”.
ووفقاً للكاتب، فإن الرياض وأبو ظبي “انتقدتا سجل الدوحة في مجال حقوق الإنسان والحريات الدينية، لكنه القمع أوسع وأعمق بكثير في الإمارات والسعودية عبر فرض قيود على الحريات المدنية والاعتقالات من دون تهمة، والاحتجاز المطول قبل المحاكمة، وإساءة المعاملة أثناء الاحتجاز واستهداف الناشطين الحقوقيين والإصلاحيين المناهضين للحكومة والتمييز بين الجنسين وعدم المساواة في الحقوق”.
وذكر أن “موقف الدوحة تعزز مع تأكيد المخابرات الأميركية تورط الإمارات في اختراق وكالة الأنباء القطرية ونشر خطاب مفبرك لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي الحادثة التي تسببت في اندلاع الأزمة الخليجية”.
وأكد أن السعودية والإمارات “رفعتا سقف المطالب عاليا بتقديمهما لائحة بـ 13 طلبا “غير قابلة للتفاوض”، ولذلك فهما لن تستطيعا تقديم تنازلات من دون أن تخسرا كثيرا من هيبتهما”. ولفت باندو إلى أن أبو ظبي والرياض “تنفقان بشكل كبير على مراكز الأبحاث وشركات العلاقات العامة، غير أن ذلك لم يسهل مهمة الدولتين في بناء دعم دولي بشأن موقفهما من قطر”.
وأشار إلى أن الحصار “مكلف لكلا الجانبين، وقطر في وضع مالي أفضل من السعودية التي تعاني بشكل كبير من انخفاض أسعار النفط”.