فلسطين المحتلة / نبأ – كشف معلق إسرائيلي بارز النقاب عن إقدام نظام الحكم البحريني مؤخراً بتكثيف اتصالاته بأرفع المستويات الرسمية في إسرائيل، بهدف العمل على “مأسسة التبادل التجاري والزيارات المتبادلة بين الجانبين”.
ونقل بن كاسبيت، المعلق السياسي والأمني لموقع “يسرائيل بالس” الإلكتروني، عن مصدر رسمي إسرائيلي قوله إن “البحرين تعبّر في الواقع عن مواقف السعودية الحقيقية اتجاه إسرائيل”، مشدداً على أنه “لا يمكن الافتراض أن إقدام البحرين على هذه المواقف اتجاه إسرائيل جاء من دون الحصول على الضوء الأخضر من الرياض”.
وشدّد كاسبيت، في تحليل، يوم الإثنين 19 سبتمبر / أيلول 2017، نشره كل من الموقع وصحيفة “العربي الجديد” أيضاً، على أن “الافتراض السائد في إسرائيل أن السعودية معنية بأن تفصح البحرين عن مواقفها اتجاه إسرائيل، على اعتبار أن الرياض معنية بأن تكون كل الخيارات متاحة أمامها في كل ما يتعلق بعلاقاتها الإقليمية”. ونقل كاسبيت عن محافل رسمية في تل أبيب قولها إن مواقف ملك البحرين المؤيدة لإسرائيل “لم تفاجئ أحداً في تل أبيب”، حيث عزت المحافل تطور هذه العلاقات إلى الدور الذي يلعبه “معهد شمعون فيزنتال”، والذي ينشط بشكل مكثف في المنامة.
ولفت بن كاسبيت الانتباه إلى أن “من مظاهر تطور العلاقات العلنية بين البحرين وإسرائيل مشاركة النائبة البحرينية اليهودية، نانسي كدوري، في الاجتماع الأخير للجنة الكونغرس اليهودي ولقاءها بوزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أحد صقور الليكود، وتوثيق اللقاء بصور مشتركة”.
واعتبر بن كاسبيت أن “سلسلة المواقف المؤيدة” لإسرائيل التي عبّر عنها ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، تعد “انتصاراً كبيراً” للسياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأشار إلى أن مواقف ملك البحرين “تدلل على التطور الكبير الذي شهدته العلاقات السرية بين إسرائيل والدول العربية المنتمية للمحور السني المعتدل”، وتعد “تجسيداً واقعياً لإعلان نتنياهو الأخير، والذي كشف فيه عن تطور غير مسبوق على طابع العلاقات التي تربط إسرائيل بدور المحور السني المعتدل”.
وشدد بن كاسبيت على أن تصريحات ملك البحرين “تعد مثالاً بسيطاً عما يجري خلف الكواليس بين إسرائيل ودول المحور العربي السني”.
وأشار بن كاسبيت، والذي يعمل أيضاً معلقاً في صحيفة “معاريف”، إلى أن حرص البحرين ودول “المحور السني المعتدل” على تطوير العلاقات بإسرائيل يعدّ “تحوطاً لتبعات توجه الولايات المتحدة للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، في أعقاب الإعلان المرتقب عن الانتصار على تنظيم “داعش”. وبحسب تحليل كاسبيت، فإن “نظام الحكم في المنامة يرى نفسه الأكثر عرضة للتهديد بسبب وجود أغلبية شيعية، ما جعله يرى في العلاقة مع إسرائيل فرصة لضمان حمايته من إيران”.
وذكر أن مجاهرة ملك البحرين بالتنديد بمقاطعة إسرائيل وكشفه عن سماح نظامه لمواطني البحرين بزيارة إسرائيل، إلى جانب شجبه للإرهاب، “يعد تحولاً دراماتيكياً في التعاطي مع إسرائيل”. وكشف بن كاسبيت أن ملك البحرين منح الإذن للحاخامين ماريون هير وأبراهام كوفر، واللذين يقفان على رأس “معهد شمعون فيزنتال”، اليهودي الأميركي، ذي التوجهات اليمينية، بالكشف عن مواقفه التي أطلعهما عليها مطلع عام 2017.
وأوضح أن معهد “فيزنتال” يقوم سراً بتنظيم رحلات من البحرين لإسرائيل، مشيراً إلى أن كثيراً من البحرينيين قاموا فعلاً بزيارة إسرائيل سراً، بفعل الآلية التي اعتمدها القائمون على المعهد .
ولفت المعلق الإسرائيلي الأنظار إلى أن ولي عهد البحرين ناصر بن حمد آل خليفة، يتبنّى مواقف لا تقل تعاطفاً اتجاه إسرائيل، مشيراً إلى أنه ألقى خطاباً أمام المؤتمر السنوي الذي نظمه مؤخراً المعهد شمعون فيزنتال”، في لوس أنجليس، معتبراً أن ما يعكس بشكل أكبر الحرص البحريني على التقرب من إسرائيل هو تعمد ولي العهد البحريني اصطحاب الأوركسترا الوطنية البحرينية التي قامت بأداء النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا”، إذ وصف بن كاسبيت هذه الخطوة بأنها “تجاوز لكل الخطوط الحمراء بالنسبة للمسلمين في جميع أرجاء العالم”.
ويذكر أن “معهد شمعون فيزنتال” يعدّ من المؤسسات التي يسيطر عليها أتباع التيار الديني اليهودي المتشدد، إذ لعب المركز دوراً أساسياً في “شيطنة” ثورات الربيع العربي وجماعة “الإخوان المسلمين”.
ويشار إلى أن حركة “حباد” الدينية اليهودية المتطرفة، والتي تنشط بشكل كبير في الولايات المتحدة وإسرائيل، تقيم علاقات وثيقة بنظام الحكم البحريني، فقد أقام بعض قادتها قبل عام حفلاً دينياً في المنامة، حيث شاركت بعض الشخصيات البحرينية أعضاء الحركة الرقص خلال الحفل. ويذكر أن المرجعيات الدينية التابعة لحباد تعدّ الأكثر تطرفاً في تبنيها المواقف العنصرية تجاه العرب.