اقتراح روسيا لـ”مؤتمر الحوار الوطني السوري” يلقى موافقةً إيرانية مع بعض الملاحظات، في وقتٍ تحيل فيه موسكو الدور السعودي في سوريا إلى خيارات دمشق، المعلنة سابقاً.
تقرير عباس الزين
“عقدُ مؤتمرٍ للحوار الوطني السوري”. هذا أهم ما خرجَت به الجولة الثامنة من محادثات “أستانا-7” حول التسوية في سوريا. مقترحٌ روسي وافقت عليه الدول الضامنة أي تركيا وإيران، برعاية الأمم المتحدة.
وأبلغ رئيس الوفد الروسي إلى أستانة، ألكسندر لافرينتييف، الجمهورية الإسلامية بتفاصيل اقتراح موسكو، في خطوةٍ تسعى الأخيرة من خلالها إلى سحب البساط من تحت واشنطن وحلفائها في المنطقة، وفق ما نقلته صحيفة “الاتحاد” اللبنانية عن مصادر ديبلوماسية مواكبة، إذ أكدت المصادر أن طهران سجلت ملاحظات على الاقتراح الروسي أخذ بها الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى الجمهورية الإسلامية.
تشي الزيارة التي ركّزت بشكلٍ أساس، وفق الصحيفة، على وجهة نظر طهران حيال مستقبل سوريا، بعد انتهاء الحرب، أن البحث انتقل إلى المرحلة السياسية المقبلة، بما أن المسار العسكري، بدأ ينحسم لصالح الجيش السوري وحلفائه.
ونشرت وزارة الخارجية الروسية قائمة بالمنظمات والجماعات التي تمت دعوتها للمشاركة في المؤتمر المقرر تنظيمه في 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 في مدينة “سوتشي”، حيث يبرز على جدول المؤتمر موضوعي تشكيل الحكومة الانتقالية من “المعارضة” والموالاة، والاعداد للانتخابات المقبلة.
وتؤكد المصادر أنّ مؤتمر “سوتشي” سيبحث مسودة الدستور الجديد، وفق النسخة الروسية المعدلة سوريّاً، وتشير المعلومات أيضاً إلى أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد أبلغ نظيره السوري، وليد المعلم، بأنّ على دمشق أن “تتبرع بالتنازل عن بعض الصلاحيات التنفيذية لمصلحة المعارضة في الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها، هذا ما توافق عليه واشنطن والرياض”.
لم تعد المشكلة السعودية تكمن بوجود الرئيس الأسد في الحكم، بل حول الدور الإيراني في سوريا. وبشأن ذلك، سمعت الرياض كلاماً حاسماً، بحسب المصادر، خلال زيارة الملك سلمان إلى موسكو، إذ طلب الأخير من الرئيس بوتين “إبعاد الايرانيين عن سوريا، مقابل التكفل بإعادة إعمارها”، ليأتي الرفض الروسي بما يتناسب مع التموضع السعودي من الحرب السورية، قائلاً له بلغة ديبلوماسية واضحة: “إذهبوا ونسقوا في هذا الأمر مع أخيكم السابق بشار الأسد، وهو سيقوم بما يلزم”.
ما أرادت إيصاله موسكو هو أن الدور الإيراني في سوريا مرتبط بالرئاسة السورية وحدها. وبين الميدان والإنتصارات على الإرهاب، يؤكد المسؤولون في دمشق خياراتها باستمرار، بأن لا دور للسعودية، في مستقبل سوريا.