تقرير عباس الزين
مع ارتفاع حصيلة شهداء النفق الذي استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس، يوم الإثنين 30 أكتوبر / تشرين الأول 2017، إلى 12 شخصاً بعد استشهاد 5 من عناصر الحركة، يوم الجمعة 3 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، تزداد مخاوف الأوساط الأمنية الاسرائيلية من ردٍّ محتملٍ للمقاومة الفلسطينية.
وأعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لـ”حركة الجهاد”، في بيان، أن 5 من مقاوميها ارتقوا من جراء القصف الصهيوني الذي استهدف نفق السرايا، مؤكدةً أن استهداف النفق “سيكون دافعاً لاستمرار الإعداد في هذا السلاح الرادع”، مبينةً أنه “برغم الإجراءات الأمنية المعقدة واستخدام الاحتلال للتكنولوجيا في حربه ضد الأنفاق، استطاع مجاهدوها العبور من خلال النفق الذي يمتد مثل أنفاق أخرى لمسافة مئات الأمتار إلى داخل الأراضي المحتلة”، في حين بثت “سرايا القدس” مقطعاً مصوراً لراجمات صواريخ وكتب عليه “الوقت نفد” في تلويح بالرد على تفجير النفق.
وكانت حكومة الاحتلال قد أوقفت جهود طواقم الإسعاف في البحث عن المقاومين الخمسة تحت ركام النفق، بعد منعها الاقتراب من المنطقة المحيطة بالنفق، واشترطت أمر استئناف عمليات الإنقاذ بالحصول على معلومات تتعلق بجنودها المفقودين خلال عدوان عام 2014.
وقال مدير مستشفى “شهداء الأقصى” في خان يونس، كمال خطاب، إن “بعض المنْقَذِين الذين أصيبوا خلال عملية قصف النفق شرق المحافظة وغادروا المستشفيات بعد علاجهم، عادوا إليها بعد تدهور حالتهم الصحية بشكل مفاجئ، وهذا يدلل على أن الغازات المستخدمة في الهجوم تحدث مضاعفات بشكل تدريجي”.
ويتزامن ذلك مع استعداد سلاح الجو الإسرائيليّ لتنظيم إحدى أكبر وأكثر المناورات الجوية تعقيدًا في تاريخ الملاحة الجوية بمشاركةِ 47 دولة، بصفة مراقبين، لتنطلق فرضية العمل لدى صنّاع القرار في كيان الاحتلال من أنّ حركة “الجهاد الإسلاميّ” ليست مُرتبطةً باتفاق المُصالحة الذي تمّ التوقيع عليه في شهر أكتوبر / تشرين الأول في القاهرة بين حركتي “فتح” و”حماس”، وبالتالي فإنّ ردّ فعلها على قيام جيش الإحتلال بتفجير النفق من المُمكن أنْ يكون قاسيًا ومؤلمًا، إذ حذر الرئيس السابق لجهاز الأمن العّام في كيان الاحتلال، آفي ديختر، من أنّه “في الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أنّ ردّ الجهاد الإسلامي على تدمير النفق سيكون من غزة، فإنّ المنظمة من الممكن أنْ ترد بهجومٍ في الضفة الغربية وفي الجبهة الداخليّة لكيان الاحتلال”.