يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إستغلال الاتصالات السرّية مع السعودية في تلميع صورة حكومته أمام الرأي العام الإسرائيلي، بحسب صحيفة “معاريف”، خاصة بعد انخفاض شعبية اليمين الإسرائيلي، برئاسة نتنياهو.
تقرير ابراهيم العربي
تراجع شعبية نتنياهو الذي أكده إستطلاع جديد أجرته “القناة الثانية” في كيان الاحتلال، دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية للسعي جاهداً لإنقاذ نفسه، وهو استغل العلاقات التي تُجريها حكومته مع دول عربية خصوصا السعودية والإمارات، لإثبات أنها نجحت في كسر القيد العربي تجاه مستوطني كيان الاحتلال.
في هذا السياق، لفت يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة “معاريف”، الأنظار إلى أن نتنياهو، يوظف الاتصالات التي تجريها الرياض مع تل أبيب في تلميع حكومته أمام الرأي العام الإسرائيلي، والتدليل على أنه على الرغم من مواقفه المتطرفة، إلا أن العالم العربي يبدو حريصاً على التواصل مع إسرائيل.
وحسب ميلمان فإن نتنياهو يستغل العلاقات مع الرياض، لإقناع الإسرائيليين بأنّ إصرار حكومته على مواصلة الاحتلال وتطوير الاستيطان لا يهدّد مصالح إسرائيل الحيوية، معتبرا أن الإشارة إلى العلاقة مع الرياض عنصر مهم في تكتيك نتنياهو الهادف إلى تضخيم إنجازات حكومته. ميلمان لفت إلى أن التلميح المتواصل إلى العلاقات السرية مع الرياض من قبل نتنياهو يهدف إلى إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن مكانة إسرائيل الدولية لم تكن، في يوم من الأيام، أفضل مما هي عليه الآن.
وأشار ميلمان إلى أن نتنياهو ووزراءه وكبار مساعديه عندما يشيرون إلى تطور العلاقة مع “العالم العربي السني” يقصدون بشكل خاص السعودية. وهو وصف يراه محللون بأنه تماهي اسرائيلي مع الخطاب الطائفي الذي تتبناه السعودية تجاه إيران.
وفي السياق، سخر ميلمان من التصريحات التي أدلى بها مدير الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، على هامش مشاركته في ندوة نظمت في كنيس يهودي في نيويورك إلى جانب رئيس الموساد الأسبق، إفرايم هليفي، والتي نفى فيها إجراء أي اتصالات ولقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين.
وأكد ميلمان، الذي يعد من أوثق معلقي الشؤون الاستخبارية في إسرائيل، أن اللقاءات السرية بين المستويات الرسمية في كل من الرياض وتل أبيب بدأت في ثمانينيات القرن الماضي.
بالنسبة للإمارات أكد ميلمان أيضا، إن طائرة خاصة نقلت جنرالات إسرائيليين كباراً بشكل دوري إلى إمارة أبوظبي، لعقد صفقات سلاح بين إسرائيل والإمارات.