فلسطين المحتلة / نبأ – كشفت الكاتبة في صحيفة صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية فيزيت فيرينا النقاب عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن، في ديسمبر/كانون الأول 2017، وثيقة المبادئ التي تؤسس لانطلاق التحالف الإقليمي ضدّ إيران.
وأشارت فيرينا، في تحقيق نشرته الصحيفة وموقع صحيفة “العربي الجديد” الإلكتروني، يوم الجمعة 11 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، إلى أن الخطوات التي أقدم عليها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ضدّ إيران، أخيراً، تأتي تمهيداً للإعلان عن وثيقة ترامب.
وبحسب فيرينا، فإن إدارة ترامب “قررت بعد مشاورات مع كل من مصر والسعودية وإسرائيل تضمين الوثيقة أيضاً مبادئ تسمح بانطلاق عملية التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.
ولفتت الانتباه إلى أن “مرجعية المبادئ المتعلقة باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الوثيقة ستستند إلى التفاهمات التي توصل إليها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية، في حينه، إسحاق هيرتزوغ، وعرضاها على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة مشتركة لهما تمت بشكل سري للقاهرة، في إبريل/نيسان من العام الماضي (2016)، إلى جانب أفكار طورها فريق ترامب”.
ووفقاً لفيرينا، فإن “تفاهمات نتنياهو – هيرتزوغ تنص على أنّ حل الصراع مع الفلسطينيين يجب أن يستند إلى استعداد فلسطيني لتقديم “تنازلات” في منطقة “ج”، التي تشكل أكثر من 60 في المئة من الضفة الغربية، مقابل التزام إسرائيل بتجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وتقديم تل أبيب “بوادر حسن نية” أخرى للفلسطينيين”.
وذكرت أن ترامب “طرح على القادة السعوديين والخليجيين والسيسي السؤال التالي: في حال أصدرت قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، كيف ستردون؟”. فرد السعوديون: “في حال تمت الخطوة في ظل انطلاق عملية التسوية فإننا لن نعارض هذه الخطوة”. وبحسب الصحيفة، فإن ممثلي قطر “كانوا الوحيدين الذين عارضوا التوجه الأميركي بشأن نقل السفارة وأخذوا يخوضون جدالات ضد الفكرة”.
وواصلت فرينا سرد ما جرى قائلة، إنّ “السيسي تدخّل في النقاش واقترح أن يتم تنظيم مؤتمر إقليمي في شرم الشيخ، مستدركاً وجوب إنجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية، حتى يكون هناك عنوان واحد للفلسطينيين يتولى مقاليد الأمور في حال تم إنجاز التسوية”، على حد تعبير المعلقة الإسرائيلية.
وأوضحت أن الأميركيين اقتنعوا بموقف السيسي، وباتوا ينطلقون من افتراض مفاده أن إنجاز المصالحة الفلسطينية مهم أيضاً لمواجهة إيران، على اعتبار أنه يسهم في تقليص تدخّلها في الشأن الفلسطيني.
وبحسب فرينا، فإن “استدعاء القيادة السعودية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لزيارة الرياض على عجل، الأسبوع الماضي، في ظل التحولات الدراماتيكية على الصعيد الداخلي السعودي، يدلل على أن السعوديين يدركون أهمية دور تحقيق المصالحة الفلسطينية في محاصرة توسع إيران الإقليمي”.
وأشارت، في هذا الشأن، إلى أن الجانب السعودي “ضغط على عباس أيضاً لكي تقف السلطة الفلسطينية علناً إلى جانب السعودية في الصراع المفتوح مع إيران”. واشارت الصحيفة إلى أن “وثيقة ترامب ترى في الحكومة الفلسطينية التي ستتشكل في أعقاب المصالحة طرفاً في التحالف الإقليمي ضد إيران”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “هناك اعتقاداً سائداً بأن تصدّر كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والسيسي، المشهد الإقليمي سيقلص إلى حد كبير من حجم التنازلات التي سيكون على إسرائيل تقديمها”، بحسب وثيقة ترامب. وأوضحت أن “ضعف الوازع الأيديولوجي لدى بن سلمان وبن زايد والسيسي سيفضي إلى عدم مطالبة إسرائيل بتقديم بوادر حسن نية ذات قيمة كبيرة للفلسطينيين”.
وأشارت إلى أن مشروع “نيوم” الاقتصادي، الذي أعلن عن انطلاقه، أخيراً، يأتي كمركب اقتصادي يهدف إلى توفير بيئة إقليمية تساعد على تجفيف منابع الوجود الإيراني في المنطقة، إلى جانب انعكاساته الاقتصادية المتوقعة. وأوضحت أن حرص السعودية الشديد على تسلّم جزيرتي “تيران” و”صنافير” من مصر كان مرتبطاً بالخطة السعودية المسبقة لتدشين “نيوم” الاقتصادي”.
وبحسب الصحيفة، فإن “السعودية ودولا سنية أخرى تجري تنسيقا واتصالات سرية مع إسرائيل حول آليات مواجهة إيران، مشيرة إلى أن “الدول العربية المعتدلة” معنية بالاستفادة من عوائد الشراكة مع تل أبيب لتحسين نتائج مواجهة إيران”.
واستدركت الصحيفة، أن “فرص نجاح تحرك ترامب المرتقب يتوقف على مدى قدرة بن سلمان على تحقيق الانتصارات في المواجهات التي فتحها”، مشيرة إلى أن “ولي العهد السعودي أقدم على مخاطرة كبيرة، بسبب “استعدائه” عددا كبيرا من الأطراف. وشككت الصحيفة في قدرة بن سلمان على مواجهة التحديات التي جلبها، حتى في ظل إعلان ترامب عن وقوفه خلفه”.
على صعيدٍ آخر، رجّحت الصحيفة أن يكون إقدام بن سلمان على اعتقال ابن عمه الملياردير الأمير الوليد بن طلال جاء كـ”بادرة حسن نية تجاه ترامب”.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن ترامب “غضب كثيراً من الوليد بن طلال، لأنه دعاه أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى ترك السباق الانتخابي “لأن فرص نجاحه في الانتخابات معدومة”. وأشارت الصحيفة إلى أن “ترامب يفضل هذا النوع من بوادر حسن النية”.