ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

إعلام الغرب يحذر من الرهان على ابن سلمان: يهدد مصالحنا

تواصلُ وسائلِ الإعلامِ الغربية التشكيكَ بالحملةِ المعلَنَة في السعودية ضدَ الفساد، وتعتبرُها مسعىً من وليِ العهدِ السعودي محمد بن سلمان لإزاحةِ المعارضينَ لتوليهِ العرش.

تقرير ابراهيم العربي

لم يكن مفاجئاً الاعتقالات الأخيرة في السعودية وتحت ذريعة مكافحة الفساد. إذ أن الفساد من طبيعة العائلة الحاكمة المعروفة بالبذخ والترف على حساب أموال الشعب السعودي. يراها محللون تجسيداً لرغبة ابن سلمان بالاستئثار بمفاصل الحكم والسياسة وتعزيز قبضته تمهيداً لتوليه السلطة الذي بات بحكم الأمر الواقع.

يرى مراقبون أن ما جرى تم بمساعدة الأميركي وبمباركته، وكشفت والأيام التالية للاعتقالات اليد الأميركية فيها، إذ تجد واشنطن في محمد بن سلمان الشخص المناسب لنواحي عدة أبرزها اعتباره إيران “العدو الأكبر”، أما السبب الأهم فهو التطبيع الذي يتواصل على أوجه مع إسرائيل.

في هذا السياق، حذر الكاتبان الأميركيان إيرون ميلير وديفيد سوكولسكي واشنطن من وضع كل رهاناتها على شاب يبدو أنه في عجلة من أمره للقيام بأمور كبيرة، في إشارة إلى ولي العهد.

وقال الكاتبان في مقال مشترك نشرته صحيفة “ناشونال إنترست” الأميركية، إنه إذا أراد الرئيس دونالد ترامب ومستشاروه تجنب المزيد من الصراعات في المنطقة، فعليهم التوقف عن تمكين إبن سلمان والبدء بمعاملته كخطر يتهدد مصالح أميركا.

بدورها، حذّرت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية من ما أسمتها “اللعبة الخطيرة التي يلعبها ولي العهد”، وتذكر لويز كالاهان، في تقريرها للصحيفة، أن المنتقدين لقرار ولي العهد يرون في الاعتقالات الأخيرة محاولة للاستحواذ على السلطة من قبل إبن سلمان، وقد تؤدي إلى تمرد داخلي يعصف باستقرار المنطقة.

كذلك، دعت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية العالم إلى دفع إبن سلمان إلى إصلاح السعودية وليس تدميرها، معتبرة أن طموحه “غالباً ما يتحول إلى حالة من العجلة والتهور”.

واعتبرت المجلة أنه كان “من الخطأ أن يرحب الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب بحملة التطهير، ويجب على الغرب بدلا من ذلك أن يطلب من الأمير التصرف بحذر، وتجنب التصعيد مع إيران، وضمان حرية الحياة السياسية في المملكة، وقد يكون من الأفضل للأمير والمملكة والعالم أن يستجيب للتحذير القائم على المصلحة، بدلا من الإشادة بكل أفعاله”.