أخبار عاجلة
مصافحة بين الرئس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية

أردوغان يتجاوز “ثوابته” ويكسر حاجزاً اتجاه دمشق

تقرير عباس الزين

في سبتمبر / أيلول 2012، خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ليزعم أن النظام السوري سيسقط وأن صلاته فلي الجامع الأموي في دمشق وزيارته لقبر صلاح الدين الأيوبي باتت قريبة. مرت سنوات خمس، وها هو أردوغان يقول: “أبواب السياسة دوماً مفتوحة”، معللاً عدم معارضته “إمكانية فتح حوار مع الحكومة السورية في دمشق” من بوابة القوات الكردية.

لفت الرئس التركي الانتباه إلى أنه “ليس من الإنصاف أن نرفض قضية الحوار مع دمشق مسبقاً أو نقول أنها لن تسفر عن شيء”، أدلى بتصريحه هذا للصحافيين على متن طائرته، لدى عودته من “قمة سوتشي”، التي جمعته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، حول الأزمة السورية وآفاق الحل السياسي.

انتقد أردوغان الوجود العسكري الأميركي في سوريا، متهماً واشنطن بتزويد القوات الكردية بالسلاح والكوادر، في إشارةٍ الى انتقال عناصر من “داعش” إليها بعد هروبهم من دير الزور في اتجاه الضفة الشرقية من الفرات.

بات واضحاً أن هناك التفافاً تركياً على ما كان يمسى سابقاً بـ”ثواب الموقف التركي من الأحداث السورية”. لم تعد أنقرة تتحدث عن ضرورة رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل أي حلٍّ سياسي، بل إنها انخرطت في الحل بوجود الأسد، الذي سبق أردوغان إلى روسيا والتقى بوتين، في رسالةٍ تشكل تركيا إحدى أهدافها.

إذن، أصبحت الأحداث التي جرت في العالمين الإسلامي والعربي “فتن” ضمن مخططٍ “قذر” يستهدفهما، بحسب ما أعلنه أردوغان منذ أيام، لا “ثورة شعب ضد نظامٍ ظالم”، كما كانت خطابات أردوغان السابقة حول الأحداث السورية.

وفي هذا، يبدو جلياً، أن خسارة أنقرة لمعظم أوراقها الرابحة في الملف السوري، أمام التقدم الذي أحرزه الجيش السوري، لا سيما في حلب خلال عام 2016، جميعها عوامل وضعت أردوغان أمام مصيرٍ واحدٍ، ألا وهو التنسيق مع روسيا والجهورية الإسلامية الإيرانية، من أجل البقاء على الساحةِ السورية بأقل الخسائر، مع توجهٍ أميركي لدعمِ القوات الكردية، العدو اللدود والتاريخي لأنقرة، واقتراب الجيش السوري من الحسم العسكري ضد الإرهاب.