تقرير محمد البدري
“أغلق صفحة القدس وحق العودة واللاجئين، واتجه لدولة في قطاع غزة، وستهطل عليك الأموال. أو لتتقدم باستقالتك”. هذا ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال لقائهما في الرياض، خلال شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2017.
تداولت هذه الجملة الصحف العالمية من بينها “نيويورك تايمز”، التي ذكرت أن الخطة السعودية ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، ووصفتها بأنها “منحازة لإسرائيل أكثر من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه”.
تضمنت خطة ابن سلمان التي أخبرها لعباس تضمنت أن تكون “أبو ديس” عاصمة فلسطين، وليس القدس الشرقية المحتلة. وقالت الصحيفة إن الكثير من المسؤولين في واشنطن والشرق الأوسط تفاجأوا من الاقتراح، خاصة أن ولي العهد السعودي هو الذي طرحه على عباس، واعتبروا أنه يحاول تقديم خدمة إلى الرئيس الأميركي أو أنه يعمل لديه متطوعاً.
ودفعت تسريب تفاصيل اللقاء ملك الأردن عبدالله الثاني للاتجاه إلى تركيا في اليوم ذاته الذي وقع فيه ترامب قراره بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال. سارعت الرياض الى احتواء الموقف الاردني بدعوتها عبد الله الثاني إلى قمةٍ في الرياض، الثلاثاء 12 ديسمبر / كانون الأول 2017، فيما رأى مراقبون أن واشنطن تدخلت لاحتواء الأزمة بين الرياض وعمّان بعد هتافات الشارع الأردني المنتقدة للدور السعودي اتجاه القدس وانتقادات وتهديدات السفير السعودي لنواب أردنيين، وتوجه الملك الاردني في اتجاه أنقرة.
وكالة “رويترز” كانت قد ذكرت أن السعودية تضغط منذ أسابيع على الفلسطينيين لتأييد خطة سلام أميركية وليدة، يعتزم ترامب الإعلان عنها في النصف الأول من عام 2018، برغم تنديدها ظاهرياً بخطوة الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال. في حين ذكرت القناة “العاشرة” الإسرائيلية أن قرار ترامب بشأن القدس تم بضوء أخضر من مصر والسعودية، في وقتٍ يتحدث فيه مراقبون إسرائيليون عن تنسيق وتقدم في العلاقات بين السعودية وإسرائيل، على قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو “العداء المشترك” للجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة.