فشلت السعودية في جهودها لجمع قوى عراقية سنّية في اجتماع هدفت من خلاله لتوحيد الجبهة السنّية استعداداً للإنتخابات، وذلك بسبب تخوّف تلك القوى من إملاءات سعودية عليها ومحاولة تهميش بعض الأطراف.
تقرير: ابراهيم العربي
لم تنجح محاولات الرياض وجهودها الحثيثة مؤخرا لجمع القوى العراقية السنية المختلفة، سواء المُشاركة في العملية السياسية أو المقاطعة لها، باجتماع كان مقررا أن يُعقد في تركيا تحت عنوان “ملتقى القوى السنّية”، وذلك بعد رفض عدد من القوى السياسية السنّية ذلك، على الرغم من عرض الرياض مبالغ مالية عليها.
سياسي عراقي سبق أن شغل منصبا وزاريًّا بارزا في حكومة نوري المالكي السابقة، أكد في حديث صحفي المحاولة السعودية مع القوى السياسية السنية، مشيرا الى ان عددا غير قليل منها رفض التجاوب، واعتذر عن المشاركة في هذا الملتقى.
التحرك السعودي المفاجئ يأتي على الرغم من المشروع المشترك لتركيا والأردن والسعودية ودول أخرى في المنطقة لتوحيد القوى السياسية السنّية، والذي نتج عنه مؤتمران في أنقرة، الأول كان مطلع مارس العام الماضي وتبعه مؤتمر آخر في يونيو من العام نفسه، وجرى الاتفاق خلاله على تشكيل تحالف واسع. فيما أكد المصدر أن هدف التحرك هو جمع الذين رفضوا أو تحفظوا على مؤتمر أنقرة، ولهم تأثير على الشارع العراقي السنّي، في محاولة لإقناعهم بالتفاعل مع مخرجات مؤتمر أنقرة الأول، موضحا أن الأمر تم عبر شخصيات في الاستخبارات السعودية.
ووفقا للمسؤول نفسه، فإن رفض عدد من الأطراف السنّية الدعوة السعودية يعود لأسباب عدة، منها صيغة الإملاءات السابقة في الفترة الماضية من الرياض والتي يُتوقع أن تستمر في المرحلة المقبلة، وأسباب أخرى تتعلق بتمييز الرياض بين طرف وآخر ومحاولة تهميش أطراف أخرى داخل المكوّن السنّي أيضا عبر عدم دعوتها، وهو ما سيخلق انشقاقا أكبر داخل الصف السنّي، مستدركا بالقول أن الدخول السعودي إلى العراق هو محاولة لمنافسة إيران في هذه الساحة.
ما كشفه السياسي العراقي أكده لموقع “العربي الجديد” زعيم عراقي سنّي بارز مقيم خارج البلاد، موضحا أن بعض الشخصيات العراقية المتعاونة مع السعودية فاتحته بالموضوع ولكنه إعتذر عن حضور المؤتمر.
بدوره، عبّر القيادي في “تحالف القوى العراقية” النائب رعد الدهلكي رفضه أي تدخّل أو إملاء سعودي.