تقرير ابراهيم العربي
مواقف لافتة ومتقدّمة تجاه حزب الله أطلقها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، عكست أجواء التقارب بين الحزب والحريري غداة أزمة احتجاز رئيس تيار المستقبل، الذي ثمّن موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقيادة الحزب خلال الأزمة.
مواقف الحريري أظهرت الهامش الواسع لديه في إدارته التوازن الداخلي لمصلحة لبنان بعيداً عن إرادة السعودية وتقرّبه أكثر من النهج التصالحي مع الحزب. موجّهاً رسالة واضحة للسعودية برفض إقصاء حزب الله في أي حكومة مقبلة أو المواجهة معه.
وفي حواره مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قال الحريري إنّه يسعى إلى إخراج لبنان بقوة من الصراع الإقليمي الدائر بين السعودية وإيران، مؤكداً أن الباب دوماً مفتوح أمام حزب الله للمشاركة في الحكومة، التي من المزمع تشكيلها عقب الانتخابات المقرّر إجراؤها في مايو المقبل.
الحريري كان حازماً، فأكد انه لا يمكن قبول التدخل من أي شخص أو دولة في السياسة اللبنانية، وأن علاقة لبنان مع إيران أو الخليج ينبغي أن تكون على أفضل حال، لكن بما يخدم المصالح الوطنية للبنان، مشيراً الى أن انسحاب حزب الله من ساحات المعارك في الدول المجاورة، أمر سيستغرق وقتاً، ولن يحدث بين عشية وضحاها.
مواقف الحريري جاءت بعد تصريحات لأمين عام الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط على موقع “تويتر” قبل نحو ثلاثة أسابيع نظراً لما حملته من انتقادات للمملكة، وهو وصف حرب السعودية في اليمن بـ”العبثية”.
وفي مقابلة تلفزيونية عبر قناة المستقبل التابعة للحريري الأربعاء الماضي، لاقت سياسات الرياض جملة انتقادات لدى جنبلاط
وفي شأن الداخل اللبناني، أكد جنبلاط أنه تلقى دعوة من محمد بن سلمان لزيارة السعودية عندما كان سمير جعجع وأمين الجميل هناك، مشيراً إلى أنه لم يذهب كي لا يُـفهم بأنه يتم ترتيب تحالف مدعوم من السعودية في وجه تحالف لبناني آخر عماده حزب الله.