فتح الشهيد حبيب يوسف الشويخات الذي ارتقى داخل سجون المباحث العامة في الدمام مسألة التعذيب في السجون الذي ينهي حياة العشرات من أبناء المنطقة الشرقية، ويكشف الصورة القاتمة لتعامل السلطات مع المعتقلين.
تقرير: سناء ابراهيم
إلى عداد شهداء التعذيب داخل السجون السعودية انضم الشاب المعتقل حبيب الشويخات، ابن مدينة سيهات في محافظة القطيف.
حبيب الشويخات عانى عذابات الاعتقال في غياهب السجون منذ سبتمبر من العام 2015، ومع إصابته بمرض عضال عمدت السلطات إلى حرمانه من العلاج، لتشدد حجم التضييق عليه وتجعله يموت على مرأى منها، ممارسة بحقه أبشع أنواع التعذيب والحرمان.
استشهاد المعتقل الشويخات، يفتح الباب واسعاً أمام قافلة الشهداء الذين ارتقوا داخل السجون، بسبب التعذيب الذي تكشفه الآثار على أجساد من سلّمت جثامينهم من جهة، بالاضافة إلى الحرمان من الرعاية الصحية في حالات كثيرة ليس آخرها الشهيد الشويخات، الذي رفع استشهاده النقاب عما تخفيه ظلمات غرفة التحقيقات وسجون المباحث.
وقد نسف استشهاد الشويخات الصورة التي حاولت السلطات الترويج لها قبل أيام، بادعاءاتها عن تحسن أوضاع السجون، خاصة سجن مباحث الدمام، عبر نشر صور عن حفل زفاف أحد المعتقلين والصورة الجيدة التي قدمتها السلطة عن مزاعمها بتحسن وضع معاملة السجناء، الذين يقبعون في المعتقلات مع غياب المحاكمات العادلة، وحضور المعاملة السيئة في أقل توصيف لما يتعرض له المعتقلون.
لم يكن حبيب الشويخات الشهيد الأول داخل السجون، فقد حملت الأعوام السابقة على كفيها الكثير من شهداء التعذيب، بينهم الشهيد الشاب محمد رضا الحساوي، الذي التحق بركب الشهداء العام الماضي، في سجن المباحث بالدمام، بعد اعتقال دام 4 سنوات من دون عرضه على المحكمة. وكشفت الكدمات التي لوّنت جسد الشهيد الحساوي صنوف التعذيب التي قاساها، من بينها آثار الصعق الكهربائي. وداخل توقيف شرطة تاروت، ارتقى الشهيد جابر حبيب العقيلي،بسبب التعذيب الذي تعرض له على مدى خمسة أيام حتى ارتقى شهيدا.
إلى عقود مضت، تعود مشهدية ارتقاء معتقلي المنطقة الشرقية داخل السجون بسبب التعذيب، خاصة في سجون المباحث، وفي مقدمتهم الشهيد سعود الحماد عام 1981، الذي عذّب في زنازين المباحث حتى ارتقى شهيداً، وكان من قافلة شهداء التعذيب داخل السجون، الشهداء عبدالرؤوف الشيخ حسن الخنيزي، وعبدالواحد العبد الجبار، وعبدالمجيد الشماسي، وخالد النزهة، وعبدالله الحضيف، وميثم البحر.