الولايات المتحدة / نبأ – قالت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، إن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر للتحايل على الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على البلاد من قبل عدد من الحلفاء السابقين في المنطقة، يبدو أنها “كللت بالنجاح”.
واستدلت المجلة، في مقال نشرته للكاتب دومينيك دادلي، على نجاح قطر في مواجهة الحصار، بتأكيد الحكومة الأميركية على دعمها للدوحة “بينما لا تزال تدعو (الولايات المتحدة) جميع الأطراف إلى الوصول إلى حل توفيقي”.
وبحسب ما تقوله المجلة ونشرته بالعربية وكالة “سبوتنيك” للأنباء، فإن “هذه الجهود يبدو أنها تؤتي ثمارها، حيث جرى حوار استراتيجي هذا الأسبوع في واشنطن أكد فيه كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية على العلاقات الوثيقة بين البلدين”.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بداية الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء 30 كانون الثاني/ يناير 2018، إن “قطر شريك قوي وصديق قديم للولايات المتحدة. ونحن نقدر العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر ونأمل أن تعمق المحادثات اليوم علاقاتنا الاستراتيجية”.
وتفاوضت الدوحة على سلسلة من الصفقات مع الولايات المتحدة منذ صيف عام 2017 والتي تناولتها بعض الانتقادات، ومن بينها مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب، وقعت في تموز/ يوليو 2017 تشمل تبادل المعلومات ومكافحة تمويل الإرهاب ومسائل أخرى.
وخلال سلسلة الاجتماعات التي عقدت في أواخر يناير/ كانون الثاني 2018، وافقت الولايات المتحدة وقطر أيضاً على اتفاقية طيران ستجعل “الخطوط الجوية القطرية” تفصح عن البيانات المالية، كما تفصح عن العقود مع الشركات الأخرى المملوكة للدولة في الأعوام المقبلة.
وترى “فورين أفيرز” أن هذه الاتفاقات تهدف إلى “مواجهة الانتقادات من شركات الطيران الأميركية الرئيسية حول المساعدات غير العادلة للدولة لشركات الطيران الخليجية، وقد لقيت ترحيبا كبيراً من قبل شركات الطيران الأميركية، حيث وصف الرئيس التنفيذي لشركة “دلتا إد باستيان” ذلك بأنه “خطوة أولى قوية في عملية الشفافية التجارية والمساءلة”.
ووقعت الحكومتان الأميركية والقطرية ممثلة بوزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الثلاثاء أيضاً، مذكرة تفاهم حول مكافحة الاتجار بالبشر خلال الاجتماع الأخير، بالإضافة إلى إعلان مشترك حول المصالح الأمنية المشتركة. كما التزموا بعقد الحوار الاستراتيجي بشكل سنوي.
وسارعت قطر إلى تسليط الضوء على دعمها للاقتصاد الأميركي. وقال العطية، في واشنطن خلال الأسبوع الحالي، إن بلاده تستثمر 100 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك 10 مليارات دولار في البنية التحتية، وهي منطقة غالباً ما يصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كأولوية.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، لدى افتتاح أول “حوار استراتيجي” بين البلدين في واشنطن، يوم الثلاثاء، إن “قطر شريك قوي وبلد صديق للولايات المتحدة منذ زمن” مضيفاً “نأمل في أن تعزز مباحثات اليوم علاقاتنا الاستراتيجية”.
وفرضت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر حصاراً على قطر منذ 5 يونيو / حزيران 2018 بذريعة دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران.