يستفز مفهوم السلطات السعودية للترفيه السعوديين. إذ تتوقف إعلانات “الهيئة العامة للترفيه” على كل ما يطال الرقص والغناء التي تصرف عليها عشرات المليارات، بينما يرى كثر أن الترفيه يبدأ من معالجة أزماتهم اليومية.
تقرير هبة العبدالله
بعد إعلانها في أبريل / نيسان 2017 أنها ستفتح دور سينما ودارا للأوبرا العالمية في السعودية لأول مرة، أعلنت “الهيئة العامة للترفيه” تخصيص ميزانية بـ64 مليار دولار في قطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة.
ينسحب انقسام السعوديين حول قرار الهيئة بناء دار للأوبرا على الآراء المتباعدة للسعوديين لتوجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحويل بلد الوحي والنبي الكريم إلى نسخة لبلاد الغرب.
وتفاعل الناشطون مع وسم #دار_الاوبرا_السعوديه الذي احتل صدارة “تريند تويتر”. بعض المغردين أكدوا على التزامهم الديني الذي يحتم عليهم رفض كل ما هو محرم من سينما وحفلات غنائية واختلاط وأوبرا.
عارض آخرون هذا الموقف مشيدين بسعي المملكة إلى “نفض غبار الرجعية” عنها والذي “وضعها في العالم الثالث برغم ما تملكه من قدرات”. وهذا يعني ضرورة الاستعداد دائماً للأفضل بعد للتخلص مما وصفوه بـ”سيف الصحوة المسلط على رقاب الناس”.
بعض المغردين تفاعلوا من منظور ثالث مستعرضين الأزمة الاقتصادية التي تشهدها السعودية والضيقة المالية التي يعاني منها السعوديون. باعتقاد هؤلاء، فإن صرف 64 مليار دولار على الترفيه من باب الموسيقى مبالغ فيه، إذ الأولى تطوير المنتزهات العامة والمولات والمطاعم والمقاهي والمرافق العامة حيث أن التطوير ليس محصوراً بالمعازف والأغاني.
شريحة واسعة من المغردين استفزتها الميزانية التي أعلنتها الهيئة لدار الأوبرا وبقية المشاريع الترفيهية الأخرى أمام ما يعانونه من صعوبة تأمين مسكن أو وظيفة أو علاج في المستشفيات، متسائلين عن وضع رواتب عناصر الجيش الذي يقاتلون عند الحدود مع اليمن، بينما تدفع الحكومة 64 مليار دولار لتتمايل أجساد ناس عقولهم فارغة، بحسب تعبيرهم.