فجر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قنبلة مدوية من الولايات المتحدة، بترجيحه بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وصلت شظايا هذا التصريح ـ القنبلة إلى دوما في ريف دمشق، حيث تستعد الرياض للاستسلام عبر فصيلها “جيش الإسلام” وتسليم الغوطة بالكامل للجيش السوري.
تقرير عاطف محمد
تتوالى مفاجآت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته المتواصلة إلى الولايات المتحدة. لكن المرة المفاجئة هذه المرة هي من العيار الثقيل.
فبعد 7 سنوات من الدعم السعودي للمعارضة السورية والفصائل الإرهابية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اعترف ابن سلمان بأن الأسد “باقٍ في منصبه”، في تصريح هز الأوساط التي ما زالت تحلم بإطالة أمد الحرب السورية.
ورأى ابن سلمان، خلال لقاء مع مجلة “تايم” الأميركية، أنه “من غير المرجّح أن يكون الأسد خارج السلطة”، وأعرب عن أمله في “ألا يصبح دمية في يد طهران”.
هذا التصريح غير المسبوق لمسؤول سعودي منذ بدء الحرب على سوريا يأتي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته سحب قواته من سوريا قريباً، وكذلك إعلانه تجميد ما يزيد عن 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لـ”جهود التعافي المبكر” في سوريا، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن ترامب.
تزامن تصريح ابن سلمان مع اقتراب خسارة السعودية لآخر بقعة نفوذ عسكري لها في سوريا، والحديث هنا عن “جيش الإسلام” ووجوده بالقرب من العاصمة دمشق، حيث يستعد لتسليم سلاحه واللحاق بباقي الفصائل صوب الشمال السوري.
القنبلة التي فجرها بن سلمان كانت محط رصد وتحليل دولي. فوصفت وصفت وكالة “بلومبرغ” الأميركية السعودية بـ”آخر المستسلمين”، بشأن موقف ولي عهدها حول بقاء الرئيس السوري في منصبه. وقالت الوكالة إن السعوديين “لحقوا بأميركا وأوروبا في إقرارهم بضرورة بقاء الأسد في حكم سوريا، وضرورة تنسيقهم العمل مع روسيا للوصول إلى تسوية كاملة وحل شامل، بشأن تلك الحرب الدائرة منذ 6 سنوات”.
أما عن سر التحول السعودي المفاجئ، فقالت “بلومبرغ” إنه يرجع إلى الخسائر المتتالية التي منيت بها المعارضة السورية، واستعادة الأسد فعلياً السيطرة على جزء كبير من البلاد، بالإضافة إلى إعلان إنهاء الإدارة الأميركية الجديدة برنامج “تسليح المعارضة السورية”، وهو ما يعني تخلي الرئيس الأميركي عنها، علاوة على التعاون القائم حالياً بين موسكو وتركيا للوصول إلى تسوية في سوريا.
وفي انتظار ما ستحمله مفاجئات ابن سلمان المقبلة، يبقى الفشل عنوان سياسات المملكة، كما أن خسارة الجوار ومعادات شعوبه تجعل من الصعوبة في مكان إعادة بناء ما تم تدميره من دون تقديم التنازلات والرضوخ لسياسات التعقل.