تهديدات الحرب المباشرة بين السعودية وإيران التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من واشنطن ردت عليها طهران بتشبيهها بـ”تهديد النملة بخوض حرب مع النسر”.
تقرير هبة العبد الله
يحذر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من احتمال وقوع حرب مع طهران، ويمنح الأخيرة مهلة 10 إلى 15 عاماً لخوض صراع عسكري معها، بعد عقود من حروب بالوكالة بين الخصمين.
لكن إيران تتلقى التهديد السعودي بعيد المدى بكثير من السخرية والاستهزاء. وهي لا ترى في التصريح غير شاب عديم الخبرة وفاقد للتجربة ولا يعرف معنى الحرب.
هكذا يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على تصريح ابن سلمان لصحيفة طوول ستريت جورنال” الأميركية. يقول قاسمي إن ولي العهد السعودي “لم يتعلم من التاريخ ويشبه الحرب التي يلوح بها ضد إيران بنزال محسوم بين النسر والنملة ينتهي بموتها وهذا مثل إيران في الأصل”.
تطورت حرب التصريحات بين إيران والسعودية إلى تصريحات حرب، إذ لم يخرج التهديد السعودي من المملكة السعودية بل من الولايات المتحدة التي أثارت حماسة الأمير الشاب لمهاجمة إيران وتهديدها والدعوة لزيادة الضغوط الدولية عليها.
ينقل التطور الأخير في تصريح ابن سلمان الخلاف السعودي الإيراني إلى مربع جديد. فكأن الأزمة السياسية بين طهران والرياض تتحول إلى أزمة وجود، وها هي الحرب الدبلوماسية بين المملكة والجمهورية الإسلامية تتبدل إلى حرب إلغاء بينهما، وهذا يتطلب بحثاً عما سمعه ابن سلمان من وعود خلال لقاءاته مع مسؤولي الإدارة الأميركية.
لكن تصريح ابن سلمان ليس نابعاً من حماسة اللقاءات الأميركية فحسب. فقد هزت المملكة قبل أيام قليلة صواريخ بالستية أطلقتها القوة الصاروخية اليمنية على أهداف عدة في المملكة، فتوعدت الأخيرة بالاحتفاظ بحقها بالرد على ما اعتبرتها “رسائل إيرانية”، ثم صعد ولي العهد بالتهديد من الانتقال من حرب بالوكالة إلى حرب مباشرة “قد تقع بعد أكثر من عقد من الزمن”.