فيما كان الإعلام العبري يحتفي بتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن العلاقات السعودية الإسرائيلية، كان الإعلام السعودي في حالة ارتباكٍ شديدة، قبل أن تصدر التعليمات بنقل التصريحات.
تقرير محمد البدري
مثّلت تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الحدث الأبرز في كيان الاحتلال. فقد احتفت مختلف الصحف والمواقع الإسرائيلية بما أعلنه ابن سلمان لـ مجلة “ذي أتلانتك الأميركية” عن “حق” الإسرائيليين بدولة لهم.
وتصدر تصريح ابن سلمان، لمجلة “ذا أتلانتك” الأميركية، بأنه يؤمن بـ”حق الإسرائيليين في تملّك أرض لهم”، الصفحة الرئيسية لموقع “المصدر” الإلكتروني الإسرائيلي، الذي أبرز قول ابن سلمان إن “الاقتصاد الإسرائيلي اقتصاد نامٍ وكبير بالمقارنة مع حجم الدولة”، والذي شدد أيضاً على ما قاله ابن سلمان إن “إسرائيل والسعودية تملكان مصالح مشتركة غير مواجهة إيران”.
وأبرزت صحف “يديعوت أحرنوت” و”هآرتس” و”معاريف” وغيرها من وسائل الإعلام، أيضاً إشادة ولي العهد السعودي بالاقتصادي الإسرائيلي، وذكرت كيف ساهم قرار والده الملك سلمان بتعينيه ولياً للعهد في يونيو / حزيران بـ”وضعه بقوة في المرتبة الأولى على خط العرش، وهو الشخصية المعروفة لدى واشنطن”.
وتحت عنوان “ولي العهد السعودي يعترف بحق إسرائيل بالوجود، وتحدث عن العلاقات المستقبلية”، تناول موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإلكتروني مطولاً كل ما ورد في مقابلة ولي العهد السعودي مع “ذا أتلاتنك”، حيث أبرز “إشادة ابن سلمان بإمكانية العلاقات الدبلوماسية المستقبلية بين مملكته والدولة اليهودية”.
في المقابل، شهدت جميع وسائل الإعلام السعودية، الرسمية والخاصة، حالة من الارتباك بشأن تغطية تصريحات إبن سلمان، إذ غابت وسائل الإعلام السعودية الكبرى، ومن بينها قناة “العربية” وكبرى الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية، عن تغطية التصريحات أكثر من ساعتين، في حين بدأت بعدها بنشر مقتطفات من التصريحات لا تتعلق بالعلاقات مع إسرائيل.
وبعد حالة الإرباك، صدرت التعليمات بتغطية جميع ما جاء في هذه المقابلة، وضمن ذلك التصريحات غير المسبوقة المتعلقة بالعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ما يشي بأن إبراز هذه التصريحات أمر مطلوب.
مقابلة إبن سلمان التي جاءت في الأيام الأخيرة من زيارته إلى الولايات المتحدة، كان سبقها، بحسب صحيفتي “هآرتس” الإسرائيلية و”إندبندنت” البريطانية، لقاءاتٍ مع زعماء يهود، من بينهم رؤساء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك” والاتحادات اليهودية لأميركا الشمالية، و”رابطة مكافحة التشهير”، و”المنظمة العالمية للدفاع عن اليهود”، ومنظمة “بناي بريث” اليهودية.