وفاءٌ وصمودٌ وإصرار على السير في الدرب نفسه، دربُ النضال من أجل الحقوق والحريات بالرغم من الرصاص الغادر.. وصمةُ عار أخرى في جبين الدولة، ووسامُ شرف على جبين الشهيد باسم القديحي والتحيةُ لجيلٍ من الشرفاء الذين لم يبرَحوا ميدان الحرية، والكرامة..
أن يخرجَ المحرومون شاهري صدورِهم، وأصواتِهم، وآلامِهم وأحلامهم فتلك ممارسةٌ مشروعة تباركها شرائعُ السموات والأرض، ولكن العار كلَ العار أن يكون ردُ الفعل رصاصاً ودماء، فتلك المعادلة الجائرة التي تفرض نفسَها حين يختّل ميزانُ العدل، وتصوَّب العين الى حيث لا يجبُ أن تكونَ الحقيقة..
يزفُّ الشهيد القديحي الى مثواه الأخير، وذاك مشهد بات مألوفاً في دولة لم تعرِف لشرعة حقوق الانسان سبيلاً على سلوكها اليومي مع الصدور العارية..
أحرارٌ تصوّرهم صحافةُ العار على خلاف حقيقتهم المتحررة من آثام إرهاب الدولة التي ألصقتها أقلامُ الداخلية بهم، فجعلت من طلاب الحرية صنواً لمن تخرّجوا إرهابيين من معسكرات رعتها أموالُ النفط عوضاً عن انفاقها على العاطلين والمحرومين والمهمّشين في بلد يُسرف في بعثرة أموالِ الشعب لخدمة مشاريعَ لا تنجب سوى الارهابَ العابر للحدود..
للشهيد باسم القديحي الرحمةُ وللجرحى الشفاء.. والحرية لسجناء الرأي في مملكة الصمت والشقاءُ لأعداء الشعوب..