رئيس حكومة الاحتلال، بينامين نتنياهو

تل أبيب: نعم للتحالف مع الرياض ولكن..

تتوجس إسرائيل من ألا يكون حاكم السعودية المقبل محمد بن سلمان، الحليف الأقرب لها بين أمراء الأسرة الحاكمة، بينما يدعو محللون إسرائيليون إلى عدم الانخداع بتوطيد علاقات مع الرياض قد تؤدي إلى خسارة تل أبيب.

تقرير: هبة العبدالله

حذّرت تقديرات إسرائيلية متطابقة من خطورة الرهان على بناء تحالف استراتيجي مع السعودية، في ظلّ تعاظم نفوذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن تهاوي أسس الحكم في الرياض يحصرُ التحالف بين الطرفين “في الإطار التكتيكي” فقط.

واعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن تصريحات ابن سلمان تدلل على أنه يتوجّب الاستفادة تكتيكياً من المظلة السعودية في إحداث تحولات كبيرة في المنطقة لمصلحة تل أبيب.

واعتبرت “جيروزاليم بوست”، في افتتاحية عددها يوم الأحد 8 أبريل / نيسان 2018، أن التصريحات التي أدلى بها ابن سلمان مؤخراً تمثل “صفحة جديدة في العلاقات السعودية الإسرائيلية تقوم على التعاطي البراغماتي”، معيدة إلى الأذهان حقيقة أن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين عقدوا، في مارس / آذار 2018، سلسلة لقاءات سرية في القاهرة، ضمن الاستعدادات لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي (أو ما يعرف بـ”صفقة القرن”)، في ظل قيام الرياض بممارسة ضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقبول الأفكار الأميركية للتسوية.

وأشارت الصحيفة إلى أن مستويات إسرائيلية رسمية أفصحت عن طابع التعاون مع السعوديين، لافتةً الانتباه إلى إقرار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت بأن إسرائيل مستعدة لتبادل المعلومات الاستخبارية مع الرياض، في إطار مواجهة الجانبين التهديد الإيراني. وأشارت إلى أن وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي الليكودي يسرائيل كاتس ذهب أبعد من ذلك، حين قال في مقابلة أجراها معه موقع “إيلاف” الإلكتروني السعودي إن إسرائيل “تتطلع إلى تدشين خطّ سكّة حديد يربطها بالسعودية، ويمرُّ في الأردن”.

بدورها، حذرت كارولين كليغ، المستشارة الإعلامية السابقة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من إقدام إسرائيل على تقديم أي تنازل سياسي من أجل تمكين ابن سلمان من تبرير تحالفه معها. وشددت كليغ، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، على أن خصوم ابن سلمان يمكن أن يروا في إسرائيل هدفاً يتوجب المسّ به في حال تغلبوا عليه لاحقاً، وذلك في حال تحالفت تل أبيب معه بشكل صريح وواضح، الأمر الذي سيضعف مكانته الداخلية.