ألمانيا / نبأ – نشرت صحيفة “تسايت” الألمانية مقال للكاتب الألماني، غيدو شتاينبيرغ، حول “إصلاحات” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، و”الحريات” في عهد، التي لاقت “ترحيب الغرب” لكنها “حجبت أنظار العالم عن حقيقة الطابع الاستبدادي للنظام السعودي”.
وقال شتاينبيرغ إن إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “وإن بدت غير مدروسة بعض الشيء، إلا أنها كانت ترمي في مجملها إلى الحد من النفوذ الإيراني، وبناء اقتصاد لا يرتكز بصفة كلية على النفط”.
ولكن على الرغم من حزمة الإصلاحات التي أقرها ولي العهد السعودي، إلا أن المملكة حافظت على “طابعها الاستبدادي”، وفق قول شتاينبيرغ، في مقال الذي نشره موقع “عربي 21” الإلكتروني.
وأكد الكاتب أنه “على الرغم من أن بعض القرارات (لابن سلمان) الرامية إلى الإصلاح تبدو متسرعة بعض الشيء، إلا أنها ترمي في المجمل إلى الحد من النفوذ الإيراني وبناء اقتصاد لا يعتمد بصفة كلية على النفط”.
وبحسب الكاتب، فإن “نسق التنمية في السعودية يشكو من البطء نظراً إلى الضعف الذي تعاني منه على المستوى العسكري، إلى جانب المماطلة في اتخاذ القرارات، خاصة أن إصدارها يتطلب توافقاً بين مختلف الأمراء، الذين يحتاجون لأشهر من أجل الاتفاق على قرار ما”.
ويذكر الكاتب أن “الرياض اتخذت قرارات طائشة بهدف الحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. ففي شهر آذار/ مارس سنة 2015، شنت السعودية بالشراكة مع الإمارات العربية المتحدة في الأراضي اليمنية حرباً على الحوثيين (“أنصار الله”)” الذين يصفهم شتاينبيرغ بأنهم “حلفاء إيران”، من أجل “إعادة حكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى السلطة”.
وخلال السنوات الأخيرة، كشف تذبذب أسعار النفط عن مدى هشاشة الاقتصاد السعودي المرتبط بتصدير النفط والذي يشكل 90 في المئة من موارد الدولة. لهذا السبب، يقول شتاينبيرغ، أطلق ابن سلمان في شهر حزيران/ يونيو سنة 2016 مشروع “رؤية 2030″، الذي يهدف إلى “تشجيع الاستثمار في القطاع الخاص وتنويع الموارد المالية للدولة، إلى جانب خلق مواطن الشغل للشعب السعودي”.
ويعتقد الكاتب أن البرنامج الإصلاحي لولي العهد السعودي يكشف عن مدى تأثره سلمان بالإمارات، التي استغلت عائداتها النفطية من أجل “جهاز أبوظبي للاستثمار”. ومن جهة أخرى، “يقتدي ابن سلمان بالنموذج الإماراتي في المجال السياسي، حيث يشترك مع أبوظبي في عداء تنظيم “الإخوان المسلمين”.
ويشير الكاتب إلى أن “ولي العهد السعودي أقدم خلال الأشهر الأخيرة على اعتقال كل رجال الدين المنتمين لهذا التنظيم. فضلاً عن ذلك، ساءت علاقات المملكة العربية السعودية مع كل من قطر وتركيا، اللتين تدعمان “الإخوان”.
ويتابع شتاينبيرغ قائلاً: “أقدمت الحكومة السعودية على اعتقال كل شخص يعارض النهج الإصلاحي لابن سلمان، وذلك بعد أن كان نقد الحكومة أمراً ممكناً ما لم يمس من الثوابت الدينية أو من العائلة الحاكمة”.
وفي ختام مقاله، يؤكد الكاتب الألماني أن “ترحيب الغرب بهامش الحريات، التي منحت للمرأة السعودية، حجب أنظار العالم عن حقيقة الطابع الاستبدادي للنظام السعودي. ومن الواضح أن الطبقة المعارضة أكبر ضحية للنهج الإصلاحي لولي العهد السعودي”.