شهدت القمة العربية الـ29 التي تستضيفها السعودية تجييشاً ضد إيران ومحاولات لإنهاء قضية العرب المركزية فلسطين، على الرغم من الشعارات التي سبقتها. عكست القمة سياسات المملكة وخدمة ترويجية جديدة لملف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
تقرير: عاطف محمد
ربما لا توجد حاجة لانتظار البيان الختامي لقمة العرب الـ29 التي تستضيفها الظهران، شرق المملكة، على أرض اختيرت بدلاً من العاصمة الرياض هرباً من صواريخ اليمن البالستية، فالسعودية التي تهيمن على القرار العربي بعد تعميقها لجراح سوريا واليمن وفلسطين، تسعى اليوم إلى تكريس قمة الظهران خدمة لمصالحها ومصالح الراعي الأميركي و كيانه المدلل إسرائيل.
تعيد القمة التي تلتأم بعد ساعات من العدوان الأميركي الفرنسي البريطاني على سوريا، اجترار القمم السابقة من ابتسامات ومصافحات وآمال معلقة في الهواء، أما في مضمونها لايختلف عاقلان أن تاريخ القمم العربيه مليئ بالخذلان والفشل.
تسعى السعودية، التي أستبق ولي عهدها محمد بن سلمان القمة باعتراف صريح بالحق التاريخي لليهود في أرض فلسطين، خلال القمة إلى التعبئة ضد إيران، خصمها الأكبر، قبل أسابيع من قرار أميركي مرتقب قد يؤدي الى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني، بحسب ما يرى محللون.
وتحاول السعودية التي باركت العدوان الثلاثي على سوريا تحويل بوصلة الصراع العربي مع كيان الاحتلال في اتجاه إيران، بقيادتها لمعسكر التطبيع معه.
وفي هذا الإطار، تصدرت عناوين الصحف الخليجية وتحديداً السعودية دعوات لتتويج القمة العربية بـ”موقف عربي حازم يواجه إيران ويعمل جدياً على قطع جميع الطرق أمامها”، ودعت صحيفة “الرياض” المجتمعين في الظهران إلى “التطبيع مع إسرائيل”، ما يؤكد التوجه السعودية نحو تصفية القضية الفلسطينية بالإستفادة من حالة الفوضى الكبيرة في المنطقة وغياب أي دور لدول عربية كانت فاعلة في السابق، كمصر المهيمن على لقمة عيشها سعودياً، وسوريا التي جمدت عضويتها منذ سنوات، والعراق الذي مزقه الغزو والإرهاب.
تظهر القمة العربية في صورة المواجه للقضايا العربية، بغض النظر عن التصريحات والخطابات الرنانة، والتي لا تتماشى بأي شكلٍ مع أفعال الكثير من الدول، وعلى رأسها السعودية، التي تحاول أخذ القرار العربي في اتجاه إسرائيل، بمحاولة شيطنة القرار المواجه للأخيرة تحت مزاعم قومية لطالما وقفت بوجهها الرياض في فتراتٍ سابقة.