القمة العربية

قمة “الفشل”

نبأ.نت -تقرير جميل السلمان

           لم تدم القمة العربية التي انعقدت في مدينة الظهران السعودية شرق البلاد سوى ساعات قليلة وانتهت على عجل، على وقع هاجس الصواريخ البالستية اليمنية التي دفعت بالقادة السعوديين الى “تهريب” القمة من العاصمة الرياض الى الظهران، وجاءت نتائج القمة مخيبة للامال على مختلف الصعد -بحسب العديد من المراقبين السياسيين- فهي كرست “التشتت العربي”، والتآمر على القضية الفلسطينية، واستمرار الازمة الخليجية، ولم تدن العدوان الثلاثي الاميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، كما انها انحازت للعدوان السعودي على اليمن،  وكل الاهتمام السعودي الذي كان مهيمناً على قرارات القمة ركز على استبدال العدو الحقيقي للامة وهو كيان الاحتلال الاسرائيلي بعدو مصطنع هو جمهورية ايران الاسلامية .

على صعيد القضية الفلسطينية، فقد كرست كلمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في افتتاح القمة الاحتلال و”السيادة” الاسرائيلية على الجزء الغربي من القدس المحتلة، عندما استثنى هذا الجزء من الحق الفلسطيني وهو ما ينساق ضمن سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شريك الاميركيين في صفقة القرن، واكتفى السعودي بعملية ذر للرماد في العيون عندما اعلن عن مساعدات مالية للوقف الاسلامي في القدس ومنظمة تشغيل وغوث اللاجئين الاونروا بمبلغ 200 مليون دولار فيما يتبرع بمئات المليارات من الدولارات للاقتصاد الاميركي عبر الصفقات التي عقدها ولي العهد السعودي خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن. كما ان البيان الختامي للقمة لم يأت على ذكر مسيرات العودة في قطاع غزة التي سقط خلال عشرات الشهداء ومئات الجرحى وهو ما لاقى استنكارا واسعا من الرأي العام الفلسطيني وشجبا من قبل العديد من القوى السياسية الفلسطينية .

 

البيان الختامي للقمة العربية ركز على إطلاق الاتهامات ضد ايران من خلال الزعم أنها تسعى الى التوسع في المنطقة، وطالب بفرض عقوبات عليها وهو الهدف الاساسي الذي سعى الحكم السعودي الى إبرازه في القمة ، وهو ما دفع طهران الى الرد عبر الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الذي شدد على أن سياسة إيران تقوم على عدم التدخل في شؤون سائر الدول، وقال “إن طهران تشعر بأسف بالغ بسبب الاتهامات، وأضاف ان هذا البیان كالبیانات السابقة بتكراره مزاعم واكاذیب فارغة وعقیمة ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، وتابع “فضّل البيان انتهاج الطریق الخاطئ على الطریق القویم فى المعرفة الدقیقة لاسباب أزمات المنطقة بتجاهله للحقائق مرة أخرى”.وقال قاسمي “لقد كان الكثیر من الامل معقودا على هذه القمة، بأن تتخذ خطوة ایجابیة في مسار التناغم الاقلیمي بعیدا عن انتهاج المعاییر المتعددة الدائمة والمكررة في معرفة العوامل المؤثرة والاساسیة لارساء الاستقرار وعودة الهدوء الى المنطقة، الا ان الظلال الثقیلة للسیاسات السعودیة الهدامة ملموسة تماما في بنود البیان الختامي للقمة.وفق المسؤول الايراني .

 

في ملف الازمة الخليجية بين السعودية وقطر، فقد كرست القمة العربية التي غاب عنها امير قطر تميم بن حمد استمرار هذه الازمة وتصاعدها ، وقد برز ذلك من خلال تبادل التصعيد الاعلامي على هامش القمة بين وسائل الاعلام السعودية والقطرية،وركز الاعلام القطري على فشل القمة في معالجة القضايا العربية، كذلك امتدت السجالات بين الجانبين السعودي والقطري الى وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدت “معارك” كلامية بين المغردين من الجانبين .

 

نتائج القمة العربية كانت مخيبة للامال على صعيد مقاربة الملف السوري أيضا حيث وقع خلاف كبير بين القادة العرب بشأن كيفية مقاربة العدوان الثلاثي الاميركي البريطاني الفرنسي ضد سوريا ولم يتضمن البيان الختامي أي إدانة لهذا العدوان واكتفى بالتركيز على مسار جينيف التفاضي . كما أن البيان الختامي للقمة انحاز للعدوان السعودي على اليمن بدل المطالبة بوقف هذا العدوان المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات .