حذرت السعودية قطر من أن كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إرسال قوات إلى سوريا موجه إليها، في الوقت الذي يحمل فيه كلام ترامب محاذير خطيرة، عن إمكان حصول صدام عسكري بين العاصمتين الخليجتين وبين موسكو الداعم الأبرز لدمشق.
تقرير: محمد البدري
“إذا كنتم لا تريدون أن تخسروا دعم الولايات المتحدة، فارسلوا قواتكم إلى سوريا”، هذه فحوى رسالة وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، إلى قطر.
جاء تصريح الجبير على خلفية خطط في واشنطن لإحلال قوات من الدول العربية مكان الوحدات العسكرية الأميركية الموجودة على الأراضي السورية.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن إرسال أي قوات عربية إلى سوريا سيعمل على “تعقيد الأمور بشكل أكبر” هناك. ورأى آل ثاني، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية، أن تصريحات نظيره السعودي “لا تستحق الرد”، مشيراً إلى أن “الكل يعلم إلى من كان موجه كلام ترامب”، في إشارة إلى السعودية.
ويقول الباحث في “مركز الدراسات العربية والإسلامية” في “معهد الدراسات الشرقية التابع” لـ”أكاديمية العلوم الروسية”، بوريس دولغوف، إن “الرياض والدوحة منذ بداية الحرب في سوريا تدعمان الجماعات المسلحة التي تعارض قيادة سوريا. وفي الواقع هما تدعمان جماعات ذات توجهات إسلامية تختلف أيديولوجياً عن بعضها”.
ونقلت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” عن دولغوف قوله إن “السعودية تدعم تلك الجماعات التي تتبنى أيديولوجية قريبة من الوهابية، فيما تدعم قطر تلك الفصائل التي تتبنى أيديولوجية قريبة من جماعة “الإخوان المسلمين”، مشدداً على أنه “كثيراً ما كانت تنشب بين هذه الجماعات مواجهات وصدامات مسلحة”.
تهدف التصريحات السعودية الأخيرة، بحسب دولغوف، إلى تذليل التناقضات داخل المجموعات المسلحة. تحث الرياض الدوحة على إدخال وحدة عسكرية، لكن هذا غير ممكن الآن، وفق دولغوف، لأنه إذا حدث هذا، فإن ذلك سيعني انتهاك الدوحة لسيادة سوريا، وستدخل قطر في مواجهة مع الجيش الحكومي السوري، الذي تدعمه الطائرات العسكرية الروسية، وستنشب مواجهة، بما في ذلك مع روسيا وإيران.