أسبانيا / نبأ – نشرت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية تقريراً كشفت فيه خفايا زيارة ولي العهد السعودي إلى إسبانيا الذي كان برفقته حوالي 700 من أفراد حاشيته.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها، إن حاشية ابن سلمان اجتاحوا فندق “فيلا ماغنا” الفاخر في مدريد من دون حجز مسبق، مما وضع إدارة الفندق في موقف محرج وأجبرها على عقد “اتفاق غريب” مع الجانب السعودي ما زالت أسراره طي الكتمان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشره بالعربية موقع “عربي 21” الإلكتروني، إن أفراد حاشية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، نزلوا في فندق “فيلا ماغنا” خلال أيام 10 و11 و12 نيسان/ أبريل، بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي إلى العاصمة الإسبانية بغية عقد بعض الصفقات.
وبحسب الصحيفة، فإن ابن سلمان “لم يكن من بين نزلاء هذا الفندق”، الواقع في جادة كاسيتلانا الشهيرة في مدريد، بل في قصر “الباردو” المخصص للزوار الرسميين، باعتبار أن هذه “زيارة وفد تابع للدولة”. في المقابل، نزل حوالي 700 شخص من مرافقيه، ومن بينهم مسؤولون كبار في الإدارة السعودية وضباط أمن، في فندق “فيلا ماغنا”.
وأكدت الصحيفة أن الوفد السعودي لم يحجز الغرف حسب ما هو متعارف عليه، ولم يُعلم إدارة الفندق بشكل مبكر، حيث أن منظمي هذه الزيارة أعلنوا عن قدوم ولي العهد ومرافقيه قبل أسبوع واحد من الموعد المحدد. ونتيجة لذلك، كانت أغلب غرف “فيلا ماغنا” محجوزة لعملاء آخرين، كثيرون منهم قدموا إلى إسبانيا لحضور معارض اقتصادية، أو متابعة مباراة رابطة الأبطال الأوروبية بكرة القدم، التي عقدت يوم 11 نيسان/ أبريل 2018 بين فريقي ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي.
ودفع هذا المأزق بمساعدي ابن سلمان إلى التفاوض من أجل الوصول إلى “اتفاق غريب”، ليحصلوا على غرفهم في هذا الفندق الفاخر.
وأوضحت “الكونفدنسيال” أن هذا الاتفاق الذي لم يُكشف عن تفاصيله بشكل رسمي ينطوي على دفع مبلغ مالي “يتضمن عدداً مذهلاً من الأصفار”، وقد ذهب مسؤولون أمنيون في الحكومة السعودية إلى الفندق وطلبوا عدداً كبيراً من الغرف، متعللين بالترتيبات الأمنية. وقد شملت شروط هذا الاتفاق الذي عقد بين إدارة الفندق والسفارة السعودية التزاماً بالحفاظ على السرية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على هذا الاتفاق قولها إن الوفد السعودي تكفل بدفع كلفة نقل زبائن فندق “فيلا ماغنا” إلى فنادق ثانية، وقد تم بالفعل إسكان هؤلاء في فنادق أخرى من الدرجة نفسها، وفي غرف تحمل المميزات نفسها أو حتى أفضل منها، حتى أن بعضهم انتقل من غرفة عادية إلى جناح كبير.
ووفقاً للصحيفة، فإن “هؤلاء الضيوف الأثرياء من السعودية دفعوا لحرفاء الفندق، الذين تنازلوا عن غرفهم، كل مصاريف التنقل منذ وصولهم إلى العاصمة الإسبانية وحتى مغادرتهم، إلى جانب تكاليف وجبات غذاء وعشاء في أفضل فنادق مدريد، وتوفير سيارات فخمة لنقلهم في وسط المدينة وضواحيها. ومع ذلك، رفضت إدارة الفندق نقل ما حدث بهذه الطريقة، علما بأنها امتنعت عن الإفصاح عن التفاصيل السرية حول الاتفاق المبرم.
وخلال فترة إقامته في مدريد، حضر الوفد السعودي العديد من الفعاليات، من بينها مباراة ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي، وتنقلوا في حافلات فخمة تم استئجارها للغرض، بحسب الصحيفة الإسبانية.
واعتبرت الصحيفة أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أسبانيا “ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وتثبيت العقود المبرمة بين الطرفين، والدفع نحو عقد صفقات جديدة في المستقبل”، مثل بيع سفن للسعودية من إنتاج شركة “نافانتيا” المملوكة للدولة الإسبانية.