نبأ.نت/ النجف الاشرف أكد المرجع السيد السيستاني وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين في الانتخابات التشريعية العراقية،مشيرا إلى أنه “لا يساند أيّ شخص أو جهة أو قائمة على الاطلاق، والأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم بعد الفحص والتمحيص”.
بيان السيد السيستاني الذي تلاه ممثله عبد الشيخ المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف،دعا إلى ضرورة ان تتنافس القوائم الانتخابية على برامج اقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشخصنة والشحن القومي او الطائفي والمزايدات الاعلامية، مشددا على “ضرورة منع التدخل الخارجي في أمر الانتخابات سواء بالدعم المالي أو غيره، وتشدّيد العقوبة على ذلك”.
وقال الكربلائي: “على الناخبين أن يعوا قيمة اصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد فلا يمنحونها لأناس غير مؤهلين ازاء ثمن بخس ولا اتّباعاً للأهواء والعواطف او رعايةً للمصالح الشخصية او النزعات القَبلية او نحوها”.
وأضاف ممثل المرجعية الدينية إلى ان “الاخفاقات التي رافقت التجارب الانتخابية الماضية، من خلال سوء استغلال السلطة والمساهمة في نشر الفساد وتضييع المال العام، لم تكن إلا نتيجة طبيعية لعدم تطبيق العديد من الشروط اللازمة عند اجراء تلك الانتخابات”، وأمل بـ “إمكانية تصحيح مسار الحكم وإصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر الجهود من أبناء هذا البلد واستخدام سائر الاساليب القانونية المتاحة لذلك”.
وتابع ان “المشاركة في هذه الانتخابات حق لكل مواطن تتوفر فيه الشروط القانونية، وينبغي ان يلتفت العراقيون إلى ان تخليه عن ممارسة حقه الانتخابي يمنح فرصة اضافية للآخرين في فوز منتخبيهم بالمقاعد البرلمانية وقد يكونون بعيدين جداً عن تطلعاته لأهله ووطنه”.
كما اكدت المرجعية أهمية “عدم السماح لأي شخص او جهة باستغلال عنوان المرجعية الدينية أو أيّ عنوان آخر يحظى بمكانة خاصة في نفوس العراقيين للحصول على مكاسب انتخابية، فالعبرة بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الاجندات الاجنبية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات طوال”.
ودعا بيان السيد السيستاني العراقيين إلى الاطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم ـ لا سيما من كان منهم في مواقع المسؤولية في الدورات السابقة ـ لتفادي الوقوع في شِباك المخادعين من الفاشلين والفاسدين، من المجرَّبين أو غيرهم”.