نبأ.نت_تقرير : جميل السلمان
تعرضت المراكز والمجمعات العسكرية الاسرائيلية “الاستراتيجية” في الجولان السوري المحتل، فجر الخميس، لأوسع هجوم صاروخي من الاراضي السورية، هو الاول من نوعه منذ اربعين عاما تاريخ إنتهاء حرب تشرين التحريرية التي خاضها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي في الجولان .
الهجوم الصاروخي الذي كان مركزا وواسعا وعنيفا، استهدف “مراكز قيادة عمليات” و”محطات اتصالات ورصد وتجسس” ومهبط مروحيات وغيرها من المراكز الهامة، وتحققت فيها اصابات مباشرة وأكيدة .
وعلى الرغم من أن الكيان الاسرائيلي كان في حالة استنفار وترقب، فإنه فوجىء بالضربة الصاروخية وعم الارباك القيادة العسكرية والسياسية فضلا عن المستوطنين، الذين هرعوا الى ملاجىء “غير مجهزة ” على امتداد الجولان المحتل وبعض مناطق شمال فلسطين .
ومن خلال رصد التطورات التي تلت الهجوم الصاروخي، بدا أن الكيان الاسرائيلي قد “ابتلع الضربة” وبادر الى “رد موضعي” على مواقع عسكرية سورية وما قال إنها مواقع ايرانية، وبادر مسؤولوه السياسيون والعسكريون الى إطلاق تصريحات تدعو الى التهدئة، وأنه ليس راغبا بالتصعيد.
وفي قراءة أولية لما جرى، يمكن القول -بحسب مراقبين – أن جبهة الجولان قد خرجت من “حالة البرودة” التي طبعتها على مدى عقود لتصبح “جبهة ساخنة”، وستكون “ساحة مشروعة” للرد على أي “عربدة اسرائيلية” جوية على الساحة السورية.
المواقع المستهدفة
ففي هجوم هو الاول من نوعه منذ نحو أربعين عاما، تعرضت مجمعات ومواقع عسكرية اسرائيلية كبيرة في الجولان السوري المحتل لسقوط عشرات الصواريخ فجر اليوم الخميس مصدرها الاراضي السورية .وأشارت المعلومات الى أن “كل مجمع من المجمعات المستهدفة يضم عدة مراكز عسكرية اسرائيلية أساسية”، لافتةً الى أن “الصواريخ اصابت أهدافا عسكرية حساسة وهامة”.
وأفادت قناة “الميادين ” الى أن “الأهداف والمراكز التي أصابتها الصواريخ هي مقر سرية حدودية من وحدة الجمع الصوري 9900”.
وأصابت الصواريخ الأهداف التالية أيضا:
– مركز عسكري رئيسي للتنصت على الشبكات السلكية وللاسلكية بالسلسلة الغربية .
– مركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الإلكتروني .
– محطات اتصالات لأنظمة التواصل والإرسال .
– مرصد لوحدة اسلحة دقيقة موجهة أثناء عمليات برية.
– مهبط مروحيات عسكرية .
– مقر القيادة العسكرية الإقليمية للواء 810 .
– المقر الشتوي للوحدة الثلجية .
إرباك اسرائيلي
واعترف العدو بعد ساعة من الضربة الصاروخية بأن كل مواقعه الحساسة في الجولان قد ضربت. وعلم أن القبة الحديدية في الجولان فشلت في التصدي لمعظم الصواريخ.
وفور بدء الهجوم هرع المستوطنون في الجولان إلى الملاجئ لمدة أكثر من ساعة حتى ابلغتهم قيادة الجبهة الداخلية عند الساعة الثانية فجراً بامكانية الخروج من الملاجئ والبقاء قربها حتى إشعار آخر، واكتشف المستوطنون أن الملاجىء غير جاهزة للاستخدام.
وسجل ارتباك واضح في وسائل الاعلام الاسرائيلية التي ذكر بعضها بانعقاد المجلس الوزاري المصغر ” الكابينيت” فيما نفت وسائل أخرى اي نية لانعقاد المجلس، وقالت لا يوجد اجتماع “للكابينت ” المجلس الوزاري المصغر بل اجتماع لقيادة المنطقة الشمالية للعدو لمتابعة الاوضاع الميدانية.
وبعد الهجوم الصاروخي الواسع على مواقعه في الجولان، بادر جيش العدو الاسرائيلي الى “رد موضعي” على المواقع العسكرية السورية .
حيث، أفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لعشرات الصواريخ اطلقها الجيش الاسرائيلي باتجاه العديد من المواقع العسكرية السورية ودمرت العشرات منها.
ردود الفعل
وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان دعا الى وقف التصعيد، وقال “نأمل ان نكون قد أنهينا هذ الفصل مع إيران وأن يكون الجميع قد فهم رسالتنا” .
بدوره ، قال المتحدث الرسمي بإسم جيش العدو “الإسرائيلي”، يوناثان كونريكوس، في تصريحات للصحفيين، إن “إسرائيل ليست لها مصلحة في مزيد من تصعيد النزاع مع إيران وتدعو طهران إلى التوقف عن هجمات جديدة”. وأضاف “إن أهداف قصف الطيران الإسرائيلي كانت وسائل الدفاع الجوي السورية، التي أطلقت النار على الطائرات”، وأشار الى أنه “لم يسقط أي صاروخ إيراني على الأراضي الإسرائيلية خلال القصف الليلي، وليس هناك خسائر ودمار”.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية انها تؤيد مازعمت أنه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وشددت على انه “نحن نقف مع إسرائيل في حربها ضد أنشطة إيران الخبيثة”.وفق تعبير البيان الخارجية الاميركية .