الخليج / نبأ – قال المحلل السياسي البحريني الدكتور سعيد الشهابي إن “أزمة السعودية في الخليج ليست مع قطر فقط، بل مع عُمان ومع الكويت التي حاولت التوسط لحل الأزمة مع قطر، ولم تستجب لها الرياض واتخذت موقفاً محايداً من جميع الأطراف”.
وأوضح الشهابي، في حديث إلى وكالة “سبوتنيك” للأنباء، يوم الثلاثاء 22 مايو / أيار 2018، أن “هناك أزمة أخرى للسعودية، وليس الخليج بشكل عام، مع إيران، لأن عدداً من دول الخليج علاقاتها طيبة مع إيران، كذلك بالنسبة إلى العراق والذي تسعى السعودية إلى تحسين علاقاتها معه، وفي الوقت ذاته علاقات طهران وبغداد جيدة”. وتابع قائلاً: “العلاقات في الخليج متشابكة وليس هناك خط فاصل واضح يحدد عدد الأزمات في الخليج، فهناك أزمات وتداخل في العلاقات داخل تلك المنطقة، وهناك شعور غربي أميركي يرى ضرورة تبريد نقاط التماس في الخليج إذا ما أرادت التصعيد مع إيران”.
وذكر أن “الدول الأخرى في المنطقة لن تقبل، فتركيا على سبيل المثال علاقاتها ليست جيدة في الوقت الراهن مع المحور السعودي المصري الإماراتي البحريني، أضف إلى تركيا سوريا ولبنان والكويت وعُمان، وكلها متقاربة في التوجه وبشكل خاص في ما يتعلق بموضوع الملف النووي الإيراني”.
وقال: “لا أظن أن دولة منفردة يمكنها حل تلك التشابكات، لأن السعودية وأميركا لم يحققا الكثير خلال السنوات السابقة وحلفائهم لم يستطيعوا تنفيذ مهامهم”، مؤكداً أن “دولة صغيرة مثل الإمارات أصبحت تسيطر اليوم على المنافذ الرئيسية على البحر الأحمر وباب المندب والصومال في الشمال”، فتلك “بلطجة سياسية”، و”المال هو المقوم الرئيسي لها، ولا اعتقد أن المال وحده يمكنه تكوين إمبراطورية سياسية جيوبوليتيكية، فالأزمات متفاقمة في المنطقة وليست السعودية وإيران فقط”.
ولفت الشهابي الانتباه إلى أن “ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) يتحرك بدافع شخصي ومشكلته ليست مع قطر واليمن فقط بل أيضاً داخل المملكة، فهو لا يحل الأزمات بل يقوم بخلقها”، كما أن “أميركا أيضاً تخلق الأزمات في المنطقة لأنها ساهمت في إيجاد حالة استقطاب جديدة وغير مسبوقة في المنطقة ما أوجد أدواراً لقوى كبرى في المنطقة”، مستشهداً على قوله بروسيا التي “تلعب دوراً كبيراً في الشرق الأوسط في مقابل الكيان الأميركي الذي لا يحترم حريات وتطلعات الشعوب”.
وحول الحلول القادمة للأزمة بين السعودية والإمارات وقطر، قال المحلل السياسي البحريني: “لا أرى حلاً للأزمة في المستقبل القريب إلا بالتنازل السعودي، لأن قطر لم تفتعل الأزمة والرياض تفرض شروطا تعجيزية للحل لن تقبل بها الدوحة، وهذه الأمور تزيد الأزمات تعقيداً ولا تصل بها للحلول، وقطر لا ترى ضرورة للتنازل المجحف أمام السعودية بهذا الشكل بعد الإجراءات السعودية الصارمة خلال العام الماضي والتي لم تحقق نتيجة”. وإذ رجح أن تستمر الأزمة “إلى أمد طويل هذه المرة”، ذكّر بأن “الأزمة موجودة منذ عام 1992 عندما احتلت السعودي مركز الخصوص القطري، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن لم تتحسن العلاقات السعودية إلى مستوى جيد وظلت متوترة بين الحين والآخر، لذا فلن تستطيع أميركا أن تملي حلاً سريعاً وعاجلاً على أطراف الأزمة في المستقبل المنظور”.