السعودية / نبأ – تساءلت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية، يوم الخميس 24 مايو / أيار 2018، إن كان هناك قائد لدفة الحكم في الرياض من عدمه، مشيرة إلى أن وليّ العهد، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، يبدو مختفّياً منذ تبادل إطلاق النار الذي وقع قبل شهر بحيّ الخزامى.
وقالت الصحيفة الاقتصادية، في تقرير نشره موقع “الخليج أون لاين” بالعربية، إن “السؤال قد يبدو سخيفاً ومثيراً نظراً إلى أهمية المملكة السعودية في صراعات الشرق الأوسط وسوق النفط العالمية، مضيفة “إن ما يثير الشكوك والقلق لدى السعوديين بشكل كبير هو أن غياب ابن سلمان تزامن وتطوّرات حسّاسة بالنسبة إلى الرياض”.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أنه بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وفوز “حزب الله” في الانتخابات التشريعية اللبنانية، “كان يُنتظر أن يؤخذ من ابن سلمان كلمة للدفاع عن موقف بلاده”.
ونقلت الصحيفة عن دينيس بوشارد، المتخصّص في الشرق الأوسط في “المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية”، قوله إن “من المثير للقلق فعلاً أن ابن سلمان، الذي هو في خطّ المواجهة ضد إيران، لم ينتهز الفرصة للتعليق على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران، ثم تصريحات وزير الخارجية الأميركية، مايكل بومبيو، الإثنين الماضي”، التي وضع فيها شروطاً لعدم فرض عقوبات على إيران.
وتابعت الصحيفة قائلة: “في بلد تزداد فيه الشائعات بسبب السيطرة الصارمة على الإعلام دفع غياب ابن سلمان وسائل الإعلام الإيرانية وأخرى موالية لطهران إلى الادّعاء بأن ابن سلمان أُصيب في محاولة انقلاب جرت ليلة 21 أبريل الماضي”.
والليلة التي تتحدّث عنها الصحيفة هي تلك التي حدث فيها إطلاق نار ضد طائرة من دون طيار بالقرب من القصر الملكي في “حي الخزامى”، في الرياض، بحسب الرواية الرسمية السعودية.
ولإسكات شائعات محاولة الاغتيال نشر بدر العساكر، مدير مكتب محمد بن سلمان، صورة التُقطت للأخير في القاهرة وهو بصحبة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك البحرين حمد آل خليفة، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. لكن الصحيفة الفرنسية لفتت الانتباه إلى أن الصورة التي نشرها العساكر “غير مؤرّخة”.
كما أن وكالة الأنباء الإثيوبية أعلنت، يوم الثلاثاء 22 مايو / أيار 2018، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، التقى ولي العهد السعودي في الرياض، يوم الجمعة 18 مايو / أيار 2018، في حين لم تنشر أي صورة عن هذا اللقاء.
يبدو لغز اختفاء ابن سلمان عن الأنظار في لحظة حاسمة بالنسبة إلى الملفّ النووي الإيراني ضبابياً للغاية، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن ابن سلمان “أوجد لنفسه العديد من الأعداء في عالم الأعمال، وداخل المؤسّسة الدينية، وأيضاً داخل العائلة المالكة، عندما أزاح ابن عمه الأكبر محمد بن نايف من ولاية العهد، في يونيو الماضي”.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية بقولها: “هل قرّر محمد بن سلمان أن يقوم بانسحاب تكتيكي تجنّباً لتحمّل مسؤولية النكسات الحالية في اليمن وسوريا ولبنان وقطر (الأزمة الخليجية)، أم أن صعوده المبهر قد توقّف؟”.
ولفتت في الوقت ذاته إلى اعتقال 7 مدافعين عن حقوق المرأة، وهو الملفّ العزيز على بن سلمان.