لم تنجح محاولة دول الحصار على قطر في الاستفادة من الجغرافيا عبر فرض حصارها على الإمارة الخليجية بهدف عزلها وإضعافها، إذ لا بتدو نتائج العام الأول من الأزمة الخليجية في مصلحة السعودية وحلفائها.
تقرير: هبة العبدالله
مع قرب اتمام الأزمة الخليجية عامها الأول، لا يبدو أن خطة حصار قطر التي أعدتها السعودية مع حلفائها الخليجيين، الإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، قد عادت عليها بأي نتائج إيجابية، خاصة وأن الأزمة تكاد تنهي عامها الأول من دون مببرات فعلية يمكن أن تقدمها الرياض إلى حلفائها في الغرب، الذين لم يقدموا لها الدعم الكافي في مسألة خلافها مع الدوحة.
ينظر المسؤولون الغربيون إلى الخلاف السعودي القطري من غير الزاوية السعودية، ويعتقدون أن الرياض تسرعت كثيراً بإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام قطر من دون تقديم مبررات مقنعة لهذه الإجراءات الجائرة، فضلاً عن لائحة المطالب الـ13 التي رفضها المجتمع الدولي كما قطر، ما يعني أن السعودية أحرقت جميع أوراقها في الأيام الأولى من الأزمة الخليجية.
في العام الأول من الأزمة، استنزفت السعودية، نظير إخفاقها الواضح، كثيراً في مهاجمة قطر إعلامياً، ليس في وسائل إعلامها فحسب، بل إن دول الحصار وفي مقدمتها السعودية والإمارات استعانت بشركات العلاقات العامة ووظفتها لتشويه سمعة قطر في الغرب والترويج لمقاطعتها. كما تؤكد تحقيقات أجنبية أن كتابا أوروبيين وأميركيين تلقوا أموالاً من الرياض وأبو ظبي للكتابة ضد الدوحة والترويج لوقوعها في مأزق العزلة عن دول الخليج، الأمر الذي لم يحقق أي نتيجة تذكر من الناحية الإعلامية.
ووقف كل من الكويت وسلطنة عُمان في موقع مختلف عن السعودية والإمارات والبحرين في خلافهما مع قطر، غير أن الحصار انعكس أزمة اقتصادية على الدول التي أعلنتها بعد أن غادرتها عدد من البنوك التي تتعامل مع قطر. كما تأثرت شركات أخرى بقرار منع الرحلات الجوية من العبور في الأجواء القطرية وبانخفاض الأنشطة الاقتصادية فيها وتراجع الاستثمارات وتكدس البضائع التي كانت ترسل إلى الدوحة.
في المقابل، يتحدث المسؤولون القطريون عن أن قطر مستعدة للتعامل مع الأزمة إلى الأبد حتى لو تغيرت الأمور في، المستقبل إلا أن العلاقات لن تعود كما كانت في السابق مع دول المحاصرة لها.