نبأ.نت- تقرير :جميل السلمان
أظهرت القرارات الملكية الاخيرة في مملكة آل سعود، حاجة ولي العهد محمد بن سلمان الى مزيد من الاستحواذ على مفاصل الحكم ومراكز القرار، وهو الذي يحاول السير في هذا الاتجاه في المملكة منذ نحو عامين تمهيدا لوراثة أبيه سلمان آل سعود. ويرى مراقبون أن هذه الحزمة الجديدة من القرارات، تدلل على أن بن سلمان لم يتمكن من إحكام قبضته على كل شيء، ولا يزال يخشى “المؤامرة” من خصومه داخل الاسرة الحاكمة، لذلك يسعى لمزيد من القرارات الملكية التي تجعله حاكما بأمره في كل مفاصل شؤون البلاد .
صحيفة ” الاخبار” اللبنانية تعلق على القرارات الملكية الاخيرة في السعودية بالقول، “كلما ظنّ المتابعون أن الأمير السعودي الشاب اكتفى بتجميع السلطات في قبضته، يخرج الأخير من خلف ختم والده الملك ليؤكد أن المناصب التي ضمّها إلى سلطانه لا تشبع ولي العهد والملك الفعلي للبلاد. بالقرارات الأخيرة، يكون محمد بن سلمان قد أتعب أيّ طاغية يأتي بعده في تحطيم الرقم القياسي لحجم الاستحواذ على السلطات والنفوذ”. وترى أن “الأخطر بين طيات الأوامر الملكية الأخيرة، الممهورة بتوقيع الملك سلمان، والحاملة بصمات ابنه ولي العهد، أنها تكشف عن عدم استقرار تعانيه قصور آل سعود. قرارات تُشتَمّ منها رائحة الدسائس وحياكة المؤمرات لدى من تبقى من أجنحة تحسد آل سلمان وتكتم غيظها على أمرائهم، وهي تنازع سكرات الملك، بعدما جُرّد معظم أكابر العائلة المالكة وأنجال عبد العزيز وأولادهم من السلطة وأسباب القوة”.
وتضيف الصحيفة ” فعقب غياب دارت حوله شبهات كثيرة، خرج ولي العهد برزمة أوامر جديدة، أثبتت أن المُلك الذي يشيّده لنفسه لم يرسُ على برّ الاستقرار بعد طول انقلابات أزاحت المناوئين وحاصرت المنافسين. توارى الأمير عن الأنظار لأسابيع، تاركاً قصور المُلك في الرياض، واتجه إلى جدة وبحرها، حيث خاض جولة تأمل مطولة، بعد مرور عام على إطاحته وليّ العهد السابق محمد بن نايف، وما مرّ في هذه السنة من استحقاقات، أهمها الاتفاقات الجديدة مع الأميركيين. ومن ثم قطع الأمير صيامه عن التصريح والظهور الإعلامي بالعودة إلى متابعة ملف الحرب على اليمن، وإحداث ترتيبات جديدة في منظومة الحكم داخلياً”.
وبحسب ” الاخبار” اللبنانية “أثبت ابن سلمان أن قراراته الأخيرة تنمّ عن شعور عميق بالخوف وعدم الثقة بمن حَوله من المسؤولين والقادة، وذلك عبر اتباع الأسلوب التقليدي في إيهام الرأي العام، إذ تعمّد، في موازاة الأوامر الملكية، تسريب شريط مصور لزيارة قام بها إلى قصر ولي العهد الأسبق، عمّه مقرن بن عبد العزيز، في محاولة للقول إن الصراعات داخل العائلة الحاكمة قد أخمدت، وإن الوئام والانسجام عادا ليحكما علاقات أجنحة آل سعود. ومن قصر مقرن، عاد ابن سلمان ليكرر مشهد تقبيل يد ابن عمه محمد بن نايف، وانحنى لتقبيل يد عمه الذي أطاحه قبل عامين، وسط عبارات الترحيب والتبجيل”.
وتعتبر الصحيفة أن هذه المشاهد “تعيد طرح الأسئلة حول استقرار البيت الحاكم، بعدما ظن المتابعون أن الأمر قضي، واستقرت الأوضاع خلف أسوار القصور، وسلّم الجميع باستتباب الأمر لسلمان وولده” .