نبأ.نت- تقرير : جميل السلمان
تشهد جبهات القتال والمواجهة في اليمن خلال الايام الاخيرة، أشرس المعارك وجولات القتال بين تحالف العدوان السعودي-الاميركي من جهة، والجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لحركة “أنصارالله” من جهة ثانية، يأتي هذا القتال الشرس بالتزامن مع ملامح قوية لتحرك دولي لإعادة إحياء جولات التفاوض السياسي في محاولة لإيجاد حل للازمة اليمنية، وحفظ ماء الوجه للسعودية الغارقة في وحول اليمن، وتمثل ذلك بالحراك المستجد للمبعوث الاممي الى اليمن “مارتن غريفيت” الذي التقى امس في صنعاء رئيس المجلس الاعلى اليمني مهدي المشاط، ويربط مراقبون بين التصعيد العسكري وجولات التفاوض الجديدة المحتملة، حيث يجهد تحالف العدوان لتحقيق مكاسب عسكرية على الارض، وخصوصا في جبهة الساحل الغربي ليوظفها على طاولة المفاوضات، وهو ما لم يستطع تحقيقه حتى الان مع “التصدي النوعي” الذي يقوم به الجيش اليمني واللجان الشعبية على هذه الجبهة، وغيرها من الجبهات المشتعلة على امتداد اليمن والداخل السعودي على جبهات عسير وجيزان ونجران .
في محصلة التصعيد العسكري الاخير يسجل المراقبون العديد من المعطيات :
أولاً: “صمود استراتيجي” يحققه الجيش اليمني واللجان الشعبية على جبهة الساحل الغربي، حيث جرى خلال الايام الاخيرة كسر العديد من الزحوفات التي شنها تحالف العدوان بدعم اميركي مباشر، وهو ما اعترفت به الصحافة الاميركية التي تحدثت عن وجود اميركي عسكري مباشر داخل اليمن، يضاف ذلك الى الخسائر البشرية الباهظة التي تكبدها العدوان حيث جرى إحصاء قرابة سبعمئة قتيل وجريح لجنود العدوان والمرتزقة خلال الايام الثلاثة الاخيرة .
ثانيا : جرى خلال الساعات الاخيرة كسر زحف واسع لتحالف العدوان على محافظة حجة، وجرى تكبيد المهاجمين خسائر فادحة بالعتاد والارواح .
ثالثا : يحقق الجيش اليمني واللجان الشعبية انتصارات كبيرة على جبهات عسير ونجران وجيزان، حيث سيطروا على مواقع عسكرية سعودية اضافية، وكسروا العديد من الزحوفات التي شنها الجيش السعودي والمرتزقة السودانيين .
رابعا: جرى تكريس معادلة البالستي في ضرب العمق السعودي ضمن جرعات مدروسة، كان آخرها الصاروخ البالستي الذي ضرب مدينة ينبع الصناعية غرب السعودية فجر اليوم الثلاثاء .
أمام هذا الواقع، يرى المراقبون أن المفاوض اليمني سيذهب الى جولات التفاوض الجديدة، -إن جرى الاتفاق على عقدها- وهو يحمل بيده انتصارات عسكرية كبيرة على جميع الجبهات، وبالتالي لا يمكن انتزاع تنازلات تمس السيادة اليمنية. وهو ما أكد عليه رئيس المجلس السياسي الاعلى اليمني مهدي المشاط خلال استقباله المبعوث الاممي امس في صنعاء، حيث شدد على أهمية أن تنص أي أوراق تقدم على طاولة المفاوضات، مع تحالف العدوان السعودي، على “إخلاء اليمن من الوجود الأجنبي”، “وأن تكون مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية في ما يخص احترام سيادة واستقلال الدول هي المنطلقات لأي تحركات أو عملية سياسية ومفاوضات في اليمن”.
هذا، وتزامن لقاء المبعوث الاممي مع المشاط في صنعاء، مع اعلان وزارة الخارجية الفرنسية عن عقد مؤتمر حول اليمن في باريس في الرابع والعشرين من الجاري، يخصص لموضوع الاوضاع الانسانية التي يعانيها الشعب اليمني جراء العدوان، ولفتت الوزارة الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نسق حول هذا المؤتمر مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .
ويبدو أن بحث “الاوضاع الانسانية في اليمن” ستكون المقدمة التي سينطلق منها التفاوض الجديد للولوج لاحقا الى الملف السياسي وهو جوهر التفاوض المنتظر.