تعمل إيران على تنسيق الجهود السياسة مع القدرات العسكرية، كسلاحها الأبرز الذي تظهره بوجه العقوبات الأميركية عليها. ولهذه الغاية، تستمر زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني الأوروبية يرافقها استعدادتٌ عسكرية إيرانية للرد على أي تصعيدٍ أميركي.
تقرير: محمد البدري
تمضي إيران ما بين المساعي السياسية، والستعدادت العسكرية، قدمًا، للدفاع عن حقها في تصدير نفطها، ومنع تأثيرات العقوبات الأميركية على إقتصادها.
حطّ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في العاصمة النمساوية فيينا، بعد زيارته إلى سويسرا، حيث حظي الاتفاق النووي والتفاوض مع الأوروبيين بشأن المحافظة عليه بحصة واسعة من المشاورات.
وقبيل لقاءٍ لوزراء خارجية الدول الموقعة على الصفقة النووية، في فيينا، يوم الجمعة 6 يوليو / تموز 2018، في اجتماع طلبته طهران، عشية دخول جزء من العقوبات الأميركية حيِّز التنفيذ في آب المقبل، سمع روحاني تأكيداً من المستشار النمساوي، سبستين كورتس، بشأن التزام النمسا والاتحاد الأوروبي الصفقة النووية، ودعم المفاوضات التي ستستضيفها فيينا في الأيام المقبلة لوزراء خارجية الاتفاق.
ستتجاوز إيران الضغوط الأميركية عليها، كما حصل في الماضي، هذا ما أكده روحاني، من فيينا، مشددًا على أن عقوبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران “جريمة وعدوان”، معتبرًا في الوقت ذاته بأن انسحاب واشنطن من الاتفاق “غير قانوني، ومن دون فائدة” على الأخيرة.
ولفت روحاني الانتباه، خلال لقائه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، إلى أن بلاده “قد تخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب الوضع الجديد الذي سببته واشنطن”.
وفيما هدد الرئيس روحاني بأن “دولاً عديدة لن تصدّر النفط إذا مُنعت إيران من ذلك”، أكد قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، أن الحرس الثوري “مستعد لتطبيق سياسةٍ تمنع صادرات النفط الإقليمية، إذا تم حظر مبيعات النفط الخام الإيرانية”.
وثمّن سليماني تصريحات الرئيس الإيراني من سويسرا بأن الكيان الإسرائيلي “كيان غاصب”. وقال سليماني، في رسالة وجهها إلى روحاني: “هذا هو الدكتور روحاني الذي كنا و مازلنا نعرفه”.
وفي أول تعليق حكومي على رسالة سليماني، أكد حسام الدين أشنا، مستشار الرئيس الإيراني رئيس مركز الدراسات التابع للرئاسة الإيرانية، أنّ “الرسالة أهم وثيقة على التنسيق المطلق بين القوة العسكرية والإدارة السياسية تحت زعامة قائد الثورة، من أجل أي سياسة تصب في مصلحة النظام”.