تصدّر زعيم “حركة إنصاف”، عمران خان، نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في باكستان، ما شكّل خسارة جديدة للسعودية في القارة أسيوية، بعد خسارتها خليفها نجيب عبد الرزاق في ماليزيا، لا سيما وأن خان معروف عنه معارضته لمشاركة بلاده في العدوان على اليمن، أو وجود أي قوات باكستانية في السعودية.
تقرير: محمد البدري
تلقت السعودية صفعة سياسية آسيوية جديدة في باكستان هذه المرة، بعد تصدّر خصمها عمران خان الإنتخابات التشريعية، بعد أسابيع على وصول خصمها مهاتير محمد إلى الحكم في ماليزيا.
ووفق نتائج أولية غير رسمية، تقدم حزب “حركة إنصاف”، الذي يقوده خان، بحصوله على 116 من مقاعد البرلمان، من إجمال 272. وحلَّ حزب “الرابطة الإسلامية” (جناح نواز شريف) في المرتبة الثانية، بحصوله على 58 مقعداً، فيما نال “حزب الشعب الباكستاني”، يقوده بيلاوال بوتو، 39 مقعداً.
يصل خان إلى الحكم في باكستان في مرحلة حساسة دولياً، تتطلب جهوداً كبيرة لإبقاء باكستان بعيدةً عن تأثيراتها، ومستنداً إلى مواقف عديدة، عارض فيها سياسات الولايات المتحدة والسعودية، وهو ما جعله خصماً للرياض، التي وجهت إمكاناتها المالية والإعلامية ضده، خلال السنوات الأخيرة.
فصحيفة “عكاظ” السعودية كانت وصفت خان بأنه “مندوب قم في إسلام آباد”، وفق تعبيرها، متهمةً إياه بلعب دورٍ مؤثرٍ في تأليب الرأي العام ضد المملكة داخل أروقة البرلمان الباكستاني، بعد معارضته الشديدة لأي مشاركة باكستانية في العدوان السعودي على اليمن إلى جانبِ أحزابٍ فاعلة أخرى.
كان خان قد دعا أيضاً إلى عدم السكوت عن إرسال الحكومة الباكستانية قوات من الجيش إلى السعودية، من دون اكتساب ثقة المجلس الوطني، وهو ما دفع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، إلى استدعاء وزير الدفاع لتقديم إيضاحات حول خلفية القرار، الذي اتخذته الحكومة في هذ الشأن. وقاد خان حملة برلمانية واسعة لحث حكومة إسلام اباد على إعادة النظر في العلاقات مع واشنطن، على خلفية اتهامات الأخيرة لها بدعم الإرهاب.
ستجد السعودية نفسها أمام خطاب سياسي جديد في باكستان، وفق ما يراه خبراء في الشؤون الباكستانية، بدأت معالمه تظهر برفض إسلام أباد طلباً تقدمت به واشنطن والرياض مؤخراً لإنشاء غرفة عمليات في بلوشستان الباكستانية، وذلك لزعزعة الإستقرار في إيران. هذا الخطاب، يتعزز الآن مع وصول خان إلى الحكم، ما سيشكّل عاملاً حاسماً في العلاقات الأمنية والسياسية بين الرياض وإسلام أباد.