يعتبر التوجه الأميركي الى إنشاء تحالف عربي شبيهٍ بـ”الناتو” نتيجةً للإخفاقات السعودية الإماراتية المتتالية في اليمن، والتي تحاول واشنطن الحد منها.
تقرير: محمد البدري
فرض فشل العدوان السعودي على اليمن على الولايات المتحدة تشكيل حلف عسكري استخباري عربي بدعم أميركي لمواجهة طهران يكون شبيها بحلف “الناتو”. هذا ما خرجت به دراسة صادرة عن “مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية”.
يلفت المركز الإسرائيلي، في الدراسة، الانتباه الى أن نجاح “الناتو العربي” يتوقف على قدرة الدول المشاركة فيه على التخلص من تأثير الخلافات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي قادت إلى فشل “التحالف” القائم حاليًا في اليمن.
وتدعو الدراسة، التي أعدتها الباحثة في المركز إرينا تسوكرمان، الولايات المتحدة إلى ضمان ألا تؤثر الخلافات الشخصية بين قادة الدول العربية على انطلاق “الناتو العربي”، إلى جانب ضرورة اضطلاعها بدور فاعل في تعزيز ودعم هذا التحالف الناشئ، الذي يفترض أن يواجه “أعداء مشتركين للعرب والغرب”.
وبحسب الدراسة، فإنه على التحالف الجديد أن يُعنى بمواجهة القوى المتحالفة مع طهران في بيئتها الداخلية، سيما “حزب الله”. ودعت تسوكرمان إلى استغلال نقاط ضعف “حزب الله” من خلال اللعب على التناقضات اللبنانية، سيما في منطقة “البقاع”، التي زعمت الدراسة إنها تمثل مصدر العنصر البشري للحزب، إذ نصحت معدة الدراسة أن تعمل السعودية على تقديم مساعدات مالية للمنطقة، وتوظيف هذا الدعم في محاولة لإيجاد شرخ بين القاعدة الجماهيرية في هذه المنطقة والحزب.
وتعتبر الدراسة أن تشكيل التحالف الجديد بات ضرورة تفرضها مظاهر الفشل الذي يواجهه التحالف الذي يعمل حاليًا في اليمن، والذي يواجه بحسب الدراسة عدداً كبيراً من المشاكل الخطيرة، سيما عدم وجود قوات برية ذات مستوى تدريب مناسب، إلى جانب البيئة الوعرة التي تقلص من فاعلية استخدام سلاح الجو في الجهد الحربي، ناهيك عن أن المعلومات الاستخبارية التي تزود بها القوى الغربية دول التحالف تكون في الغالب إما غير ذات مصداقية أو غير دقيقة.
ووفقاً للدراسة، فإن التحالف فَشِل في تحقيق أهدافه، على الرغم من استعانته بقوات المرتزقة مثل “بلاك ووتر”، التي أشارت إلى أنها تقاتل إلى جانب القوات السعودية والإماراتية العاملة في اليمن.