فيما تواصل السلطات السعودية انتهاك حرية المعتقد والدين وتمارس بطشاً غير مسبوق بحقوق الشيعة بالبلاد، كشفت صحيفة “إيكونومست” عن نية السلطة ببناء كنائس، في خطوة تهدف إلى تلميع صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام الغرب.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت تعمل فيه السلطات السعودية على التضييق على المسلمين بشكل كبير وتمنع عشرات الآلاف منهم من أداء فريضة الحج، ما يثير انتقادات عالمية ضدها لانتهاكها حرية الرأي والمعتقد، تتذرع الرياض بالانفتاح لبناء الكنائس في البلاد.
ونقلت صحيفة “إيكونومست” البريطانية عن مستشار في الديوان الملكي السعودي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن السعودية قد تتخذ قرارات مهمة بشأن بناء الكنائس فيها، مشيرا إلى أن مسألة افتتاح كنيسة في المملكة “مسألة وقت”.
وأشار إلى أن أحد الأماكن المحتملة لبناء الكنائس هي منطقة “مشروع نيوم”، أقصى الشمال الغربي للمملكة، حيث يمكن اعتبارها خارج نطاق الجزيرة العربية، وذلك بهدف تجنب انتقادات دينية قد تواجه السلطة، بحسب تعبير المستشار.
واعتبرت “إيكونومست” أن “الخطوة تشير إلى وجود تغير ملموس في السعودية، التي كانت تمنع بناء الكنائس وممارسة المسيحيين لشعائرهم علناً في المملكة”، غير أن أمير بارز لم تذكر الصحيفة اسمه، قال: “إن بناء الكنائس يمكن في أي مكان آخر، لكن وجود دينين لا يمكن أن يكون له مكان في شبه الجزيرة العربية”.
وفي حين لم تقر السلطات أي تطبيق عملي بشأن ما أوردته الصحيفة، أضاءت الأخيرة على اللقاءات التي عقدتها السلطات مع رموز الكنيسة في عدد من الدول، مذكرة بزيارة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، جان لويس توران السعودية، في أبريل / نيسان 2018، ولقائه بالملك سلمان.
وفي زيارة اعتبرت “تاريخية”، التقى رئيس الكنيسة المارونية اللبنانية بشارة الراعي في نوفمبر / تشرين الثاني 2017، بالملك سلمان، وولي العهد محمد بن سلمان.
كذلك، التقى ابن سلمان، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة مؤخراً، مجموعة من القادة اليهود والمسيحيين الكاثوليك في نيويورك، ووصفت وسائل إعلام هذا اللقاء بأنه “حوار نادر بين الأديان”.