طفل يمني جريح جرّاء غارات للطيران الحربي السعودي على صعدة (صورة من الأرشيف)

50 طفلاً شهيداً بمجزرة العدوان السعودي في صعدة

في جريمةٍ جديدة تضاف إلى السجل الأسود لتحالف العدوان السعودي على اليمن، سقط أكثر من 50 شهيداً و80 جريحاً معظمهم من الأطفال، حصيلة جريمة ارتكبها التحالف السعودي استهدف فيها حافلة تقل أطفالاً في سوق ضحيان في محافظة صعدة.

تقرير: عباس الزين

تعتبر الصور المهولة من المجزرة في مدينة صعدة اليمنية، بحسب قوى العدوان السعودي على اليمن، نتيجة لـ”هجومٍ مشروع”. فالأطفال، الشهداء منهم والجرحى، جميعهم، الذين اختفت معالم براءتهم تحت دمائهم، هم بحسب قوى العدوان “قاذفات صواريخ”.

قضى عشراتُ الشهداء غالبيتهم من الأطفال في غارةٍ لتحالف العدوان السعودي على مدينة ضحيان في محافظة صعدة. استهدفت الغارة حافلة تقل عشرات الأطفال، ما أدى إلى استشهاد وإصابة من على متنها.

لم يقف الإجرام السعودي عند فعل الاستهداف بل تعدّاه الى التبرير الذي تخطى صفة الوقاحة بأشواط. وقال التحالف، في بيان، إن الغارات “عمل عسكري مشروع لاستهداف العناصر التي خططت ونفذت استهداف المدنيين في مدينة جازان”، مضيفاً “تم تنفيذ الإستهداف بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية”.

وفي متابعةٍ لأحد بنود القانون الدولي، وفق ما يدعيه العدوان، وصل الى المستشفيات المدعومة من فريق الصليب الأحمر في اليمن 29 جثة لأطفالٍ أعمارهم دون 15 عامًا، حسب ما أكدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

يقول المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، في البيان نفسه، إن التحالف “سيتخذ الإجراءات كافة” ضد ما وصفها بـ”الأعمال الإجرامية والإرهابية من المليشيات الإرهابية” كـ”تجنيد الأطفال”.

تبدو الإجراءات واضحة، إذ يقوم التحالف بشنّ غارات على الطلاب الأطفال وهم في حافلاتهم المدرسية، وذلك كي لا تجندهم حركة “أنصار الله”، وفق زعمه. يقف المنطق مذهولًا أمام تلك الإجراءات من هولِ ما وصلت إليه الذرائع السعودية.

ما بات مثبتًا أن الفعل الوحيد الذي يتقنه تحالف العدوان السعودي في اليمن هو ارتكاب المجازر واستهداف المدنين العزّل. فالفشل السياسي والعسكري، والنكسات التي تتوالى على الجبهات كافة، وآخرها في الساحل الغربي، أبرزت الإرهاب السعودي بكامل عناصره، إذ تضيق الخيارات أمام قوى العدوان، فتلجأ الى المجازر بحق المدنيين.

هي آفة ليست غريبة على المنطقة، فكيان الإحتلال الإسرائيلي رسّخ مشاهدها في الوعي العربي ليثبت الإرهاب الذي تمارسه السعودية في اليمن، أن تل أبيب والرياض ليسال فقط حليفين في المواقف الإستراتيجية بل هم شركاء في سفك الدم العربي.