تستغل السعودية ملف الحج للضغط على الأطراف السياسية في لبنان لتنفيذ أجندتها في شتى المجالات. وفي هذا الإطار، حجبت الرياض جزءاً من الكوتا المخصصة لبعض الشخصيات والجهات، تحديداً “تيار المستقبل” ودار الفتوى.
تقرير: حسن عواد
ما من ملف بالنسبة إلى السعودية إلا يخضع للسياسة، حتى وإن كان شأناً دينياً كفريضة الحج، تستخدمه المملكة ورقة للضغط وإما للعقاب، تماماً كما يحصل مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
فقبل ساعات من إقفال باب التأشيرات، تبين أن الحصة التي وعد بها الحريري أتت منقوصة، مقابل حصول رئيس “القوات اللبنانية سمير جعجع على الحصة التي طلبها، فبات الطريق إلى مكة يمر بمعراب.
سارع المكتب الإعلامي للحريري لنفي ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن إعادة السفارة السعودية في بيروت الآلاف من جوازات السفر التي جاءتها من بيت الوسط، زاعماً أن المملكة خصصت ثلاثة آلاف تأشيرة للحريري، مضافة إلى ألفي تأشيرة جرى الإعلان عنها في السفارة.
لكن ما لم يشرحه المكتب الاعلامي للحريري، بحسب مصادر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن الحريري تقدم بطلب لأكثر من 5000 تأشيرة منفصلة عن تأشيرات المجاملة التي تصل إلى جهات سياسية ودينية وأمنية. وقد حصل فقط على 3000 آلاف منها، فيما حُجب أكثر من 2000 في آخر لحظة. يؤكّد هذا الأمر تسجيل صوتي للأمين العام للتيار أحمد الحريري مرسل إلى أحد شيوخ دار الفتوى.
وبعد الضجّة التي سببها القرار السعودي بحجب جزء من التأشيرات عن الحريري، أعيد فتح الباب أمام منح نحو 3000 تأشيرة جديدة إلى موسم الحج. لكن هذا الإجراء لم يحلّ مشكلة التأشيرات هذه السنة، وهي مشكلة، وصفتها مصادر في دار الفتوى، التي طالها الحجب والعقاب أيضاً، بأنها “دراماتيكية” تُظهر أن الحسابات السياسية باتت في صلب ملف فريضة الحج.