نبأ نت – لم يعد بالإمكان رؤية إصلاح في السعودية بعد الآن، والحل هو إسقاط النظام. تطرح هذه الخلاصة الأكاديمية والمُعارِضة السعودية المقيمة في لندن، مضاوي الرشيد، بناء على شروح تقدمها لمعاني “الإسقاط”، بأساس يستند إلى “إعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم”، بعد “الاعتقالات المهولة” في السعودية والقمع “الذي يقود البلد إلى الهاوية”.
تتحدث الرشيد، في سلسلة تغريدات على حسابها على “تويتر”، عن معاني إسقاط النظام في السعودية. فهو “إلغاء سموه (الملك) واجتثاث ألقابه حيث يصبح الجميع سواسية لا يتقدم عليهم إلا الكفوء الصالح النزيه المتقبل للحوار والمشورة”، و”إلغاء النظام يعني بيع اليخوت والقصور واستثمار أموالها بمشاريع تخدمك أنت ووطنك لا تخدم ترفيه ولي الأمر وأخوياه”.
يعني إسقاط النظام، أيضاً، “إلغاء التبعية السعودية للولايات المتحدة واستبدالها بعلاقة قائمة على التبادل التجاري والحضاري وليس الهيمنة”، ويعني “منظومة أمنية خليجية وعربية وإسلامية هدفها حماية الشعوب وليس كراسي الحكم”، ومن معانيه، بحسب الرشيد، “نهاية العبث بالأمن العربي والعبث بحقوق الشعوب الأخرى وإنهاء قصفها يومياً”.
تشدد الرشيد في تعدداها لمعاني إسقاط النظام على أنه “اجتثاث الفساد وإنهاء الاعتقال والتلاعب بثروة البلد والقضاء على صلاحيات حفنة من البشر عبثت وتجبرت وتكبرت وسرقت”، لكن إسقاط النظام ضمن رؤيتها “لا يعني إسقاط البلد أو تلاشي الدولة، بل فرصة تاريخية لإعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتوزيع عادل للثروة وحرية للجميع”.
أما “التهور السلماني في الداخل والمنطقة العربية” فتراه الرشيد “دليلاً واضحاً على أن سياسته قائمة على كسر العظم وليس الحوار والتحالفات والمشورة”، فـ”التخوين والاعتقال التعسفي وقمع الأفواه والقبضة الحديدية لا يجر البلد إلا إلى المزيد من التدهور”، في تحذير من الرشيد لمآل الأمور إذا بقيت على حالها في المملكة.
فالحل ليس بملكية دستورية ولا حكم ملكي رشيد سينتشل السعودية من مأزقها الحالي، بل الحل عند الرشيد مجدداً بـ”إسقاط النظام”، تستدرك حول ذلك بالقول إن “كل تغيير جذري يتزامن مع إرهاصات ومطبات لكنه بالنهاية يقود البلد إلى بر الأمان والاستقرار”، إنه، بتوضيحها، “حل جذري قد يترتب عليه فوضى في المستقبل القريب لكن سيكون من مصلحة الشعب والمنطقة العربية في الأمد البعيد”.
تستحضر الرشيد تجربتها مع تأييد “الإصلاح” في السعودية، فهي، في السابق، ناصرت من يريد إصلاح النظام لأنها تتفهم “وضعهم تحت القمع لا إيماناً بمشروع أو إمكانية إصلاحه”، ولكن، “بعد الاعتقالات المهولة”، تقول إنها اقتنعت بأن “الحل الوحيد هو إسقاط النظام السعودي”، إذ أن “حملة الاعتقالات الواسعة دليل على أن المشروع السلماني لا يستمر إلا بالمزيد من القمع الذي يقود البلد إلى الهاوية”.
فوَّت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “فرصة تاريخية لينقل السعودية إلى مرحلة جديدة حضارية للشعب فيها كلمة وقرار”، بيد أن الرشيد تعتبر أن “مشروعه هو الاستفراد بالسلطة فقط”.
بالنسبة إلى الرشيد، “الحرية الحقيقية لا أن تناصر من تتفق معه بل من تختلف معه”. وبعد اتهام موقع “قطر لكيس” الإلكتروني الممول من السعودية والإمارات بأنها “عميلة” لقطر، ترد الرشيد بالقول: “ليعلم الجميع أن فكري وطرحي ليس برسم الإجار أو البيع للحمدين (أمير قطر السابق ورئيس الوزراء القطري السابق) أو غيرهما، بل نتيجة مخاض عسير بدأ قبل أن يولد أم بي أس”، وهو الاسم المختصر لمحمد بن سلمان.