الولايات المتحدة / وكالات / نبأ – قالت وكالة “بلومبرغ” الأميركية إن بورصة السعودية بدأت تخسر الكثير من جاذبيتها للأجانب، بعد شهرين فقط من فوزها في مؤشر “أم أس سي آي” للأسواق الناشئة.
وأوضحت الوكالة، في تقرير، أن “النشوة الأولية” التي حققتها البورصة السعودية “تلاشت لأنها فتحت المجال أمام الشك خاصة بعد تأجيل الطرح العام الأولي لشركة النفط السعودية العملاقة “أرامكو”.
وأضافت “الخلاف الذي نشب أيضاً بين المملكة وكندا بسبب سجن نشطاء حقوقيين في السعودية، زاد المخاوف بشأن سياسة الأمير (ولي العهد السعودي محمد بن سلمان) المتزايدة وتأثيراتها المتزايدة على شكل تدفقات رأس المال”.
وقالت “بلومبرغ” إن “مديري الأموال في الخارج حولوا صافي مبيعات الأسهم السعودية في 6 أسابيع من الأسابيع الثمانية الماضية”.
ونقلت الوكالة عن مارشال ستوكر، مدير محفظة بوسطن في شركة “إيتون فانس كروب”، قوله إن شركته لا يمكن أن تستثمر أموالها في المملكة.
وتابع قوله: “لن نستثمر إلى أن نرى التزاماً بتبني سياسات صارمة تؤدي إلى زيادة الحرية الاقتصادية، ونشك في سوق الأسهم في المملكة السعودية، ونحن نشك حالياً في أن سوق الأسهم في المملكة العربية السعودية سوف يتفوق أدائها”.
وقالت الوكالة “عمليات البيع في أسهم السعودية من قبل المستثمرين الأجانب، أصبحت أكثر انتشاراً، وهو ما يعكس مخاوف من تباطؤ سياسات الإصلاحات”.
وأوضحت أن “المستثمرين الأجانب سحبوا حتى الآن 176 مليون دولار من الأسهم السعودية في الأسابيع الثمانية التي انتهت في 16 أغسطس/آب الحالي، وفي المقابل كانوا قد سحبوا 153 مليون دولار في الأسابيع الثمانية التي سبق إعلان “أم أس سي آي”.
عندما تم الإعلان عن فكرة الاكتتاب العام الأولي لأرامكو في عام 2016، كان المسؤولون السعوديون يأملون أن يصل هذا المبلغ إلى 100 مليار دولار، بناء على القيمة السوقية للشركة بـ”تريليوني دولار”، وبرغم أن بعض المحللين وجد أن الرقم مرتفع للغاية، لكن خطة ابن سلمان كانت موضوعة بصورة أكبر على الخطة الكاملة بشأن قطع اعتماد المملكة على النفط، ما وصف حينها بـ”الصفقة الكبرى”.
ونقلت الوكالة عن إم. آر. راغو، رئيس قسم الأبحاث في شركة “كويت فاينانشيال” قوله: “قرار التأجيل له جوانب سلبية عديدة، كما أنه يلقي بظلال الشك حول قدرة البلاد في تمويل تلك الصفقة الكبرى الطموحة التي كان يسعى ولي العهد (محمد بن سلمان) في تدشينها”.
لكن الوكالة أشارت إلى أن السعودية تسعى إلى “تنفيذ صفقات بديلة يمكن أن تساعدها في المضي قدماً في “الصفقة الكبرى”. وقالت مصادر للوكالة إن “أرامكو” تسعى لأول مرة في بيع سندات في الخارج، وهو ما يعتبر أكبر عرض على الإطلاق من قبل شركة سعودية.
وستساعد هذه الأموال، وفقاً للمصادر، في تمويل “أرامكو” عملية الاستحواذ على حصة في شركة “سابك” لصناعة البتروكيماويات، التي تقدر قيمتها بنحو 70 مليار دولار أميركي.
وأردفت المصادر قولها: “في المقابل، سيحصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يستحوذ على 70 في المئة من أسهم “سابك”، على تلك الأموال، التي تأمل أن تكون بداية قوية في طرحها من الاكتتاب الأولي في أسهم “أرامكو”.