تبرر السعودية سلوكها التطبيعي اتجاه “إسرائيل” بأعذار ومخاوف واهية، سواء حديثها المتكرر عن “نفوذ إيران”، أو حتى مزاعمها عن تخاذل الولايات المتحدة الأميركية في بعض السياسات.
تقرير: محمد دياب
تستمر التحولات في سلوكيات بعض الشخصيات السعودية ذات النفوذ اتجاه “إسرائيل”، يؤكد هذا الأمر الخبير في “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط”، ديفيد بولوك، مشيراً إلى أن “هذا التحول سببه التخوف السعودي من نفوذ إيران المتزايد، والانزعاج من التخاذل الأميركي”.
وأبدى بولوك، في مقالة نشرها موقع المعهد الإلكتروني، بعض الملاحظات، منها من خلال مؤتمر في الرياض، تمحور حول الأزمة السورية، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تتشارك مع دول عربية عدة في الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة”، مضيفا “معظم المشاركين السعوديين وافقوا على ذلك، وأعرب بعضهم عن دعمهم الشخصي لهذا البحث الذي كان في السابق من المحرمات”.
ووفقاً لبولوك، فإن “معظم الباحثين السعوديين الذين تحدث معهم، خصوصا جيل الشباب، ينظرون إلى “إسرائيل” من خلال منظور براغماتي نسبياً، عوضاً عن منظور إيديولوجي أو إسلامي”.
ويشير إلى بروز “وجهات نظر متغيرة اتجاه هذه المسألة في التصريحات الرسمية السعودية والإعلام مؤخراً، مع بعض المد والجزر الظاهر في السلوكيات المقبولة علنا نحو “إسرائيل”.
ونقل بولوك عن مدراء تنفيذيين وإعلاميين ومفكرين عامين وسعوديين آخرين قولهم، في لقاءاتٍ خاصة، إن السلوكيات المناهضة لإسرائيل الراسخة والمتغيرة بشدة “ستستغرق بعض الوقت”، بما أن التعاطف الشعبي الكبير مع الفلسطينيين “ما زال قائماً”.
يقول بولوك إن “كثراً من السعوديين الذين سعوا إلى متابعة الدراسة في خارج المملكة بنوا علاقات ودية مع اليهود وطوروها”.
ونوه بولوك إلى أن “التحولات في وجهات النظر السعودية اتجاه إسرائيل حقيقية، إلا أنه ما من إشارة بأنها ستؤدي إلى تحولات جذرية في الرأي العام في الوقت القريب”، لافتاً الانتلاه إلى أن “التغيرات الجارية في المواقف ليس على رأس المجتمع السعودي فحسب، بل وأيضا في وسطه”.