البحرين / نبأ – ثمة انتخابات ضرب النظام لها موعدا الشهر القادم، لكن فيما يبدو فإنه ليس ثمة شعب سينتخب.
هكذا هو المشهد الذي استطاعت قوى المعارضة والثورة في البحرين أن تفرضه من خلال قرارها الحاسم بمقاطعة الانتخابات البحرينيّة المقرّر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
قرار المقاطعة هذا خرج ليوجه صفعة مؤلمة لفصل جديد من مسرحية النظام الهزلية التي لا يملّ الأخير من تقديمها أمام شعبه وبحركات بهلوانية وسياسية تُضحك الثكلى تارةً، وتُدهشُ فاقدي الألبات تارةً أخرى.
ونتيجة لذلك، بدا النظام البحريني في عزلة من شعبه الذي يقول له اليوم بأنه ما عادَ مسموحاً أن تأخذ من الشعب دون أن تعطيه.
فالشرعية التائهة في غياهب التسلط والقمع والاعتقالات و التي يبحث النظام عن مخرج يسترجع به شيئا منها ويعتقد أنه وجد ضالته في انتخابات، لم تحرمه المعارضة البحرينية من استعادتها فحسب، بل وجدت فيها فرصة جديدة لاعادة وهج الثورة وتصعيد الاحتجاجات المطالبة بالحقوق والمنددة بالاستبداد.
فقد أصدر تيار الوفاء البحريني بيانا دعا فيه الى تصعيد الحراك الثوري أمام ما أسماه هستيريا الحشد الخليفي لمشروع الانتخابات التي يسعى من خلالها النظام الذي وصفه البيان بالمجرم الى تثبيت مشاريعه الباطلة برغم ارادة الشعب الحقة بحسب البيان والذي دعى الى اطلاق اليوم الأسود على يوم الانتخابات.
بدورها الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي، التي يرعاها ائتلاف الرابع عشر من فبراير؛ عقدت مؤتمرها الصحفي الثاني مؤكدة مضيها في مشروع الاستفتاء تحت عنوان “بيدك تقرّر”.
وقالت رئيسة الهيئة بلقيس رمضان أنه تم الاتفاق على أن تكون الصيغة المعتمدة في الاستفتاء هي: ” هل تؤيد تقرير مصيرك باختيار نظام سياسي جديد في البحرين تحت اشراف الأمم المتحدة؟” وأضافت أن الاستفتاء سيكون عبر بطاقات وصناديق ستحمل صفة رسمية على أن يجري الاستفتاء في داخل البحرين وخارجها، مؤكدة بأنه لن يسمح للمجنسين سياسيا بالمشاركة.
على هذا النحو، فإنّ الانتخابات باتت في مهبّ المقاطعة، والشرعية لم تعد قريبة من النّظام، وأن الشعب البحريني قرّر أن يمضي في تقرير مصيره ومهما بلغت التضحيات وطالت المسافات.